وأفادت مصادر طبية وشهود عيان باستهداف جيش الاحتلال منازل وخيام وتجمعات مدنيين بمناطق متفرقة من قطاع غزة، ما أدى لاستشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين.
ففي أحدث الغارات، استشهد 6 فلسطينيين بقصف إسرائيلي استهدف منزلاً لعائلة "الآغا" قرب مدرسة الأقصى بمنطقة السطر الغربي في خان يونس، جنوبي قطاع غزة. وسبق ذلك، استشهاد فلسطيني في قصف تجمع لمدنيين في بلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونس جنوبي القطاع.
وفي شمال القطاع، ارتكب جيش الاحتلال مجزرة استشهد فيها 9 فلسطينيين بقصف استهدف تجمعاً لمدنيين في شارع اللبابيدي بمدينة غزة. فيما استشهد 3 فلسطينيين آخرين، وأصيب عدد آخر في قصف على منطقة "دوار أبو مازن" جنوب غربي مدينة غزة.
وفجر الاثنين، ارتكب الجيش مجزرة شمال قطاع غزة، استشهد فيها 10 فلسطينيين بقصف منزل لعائلة أبو مهادي في محيط صالة الطيب غرب مخيم جباليا. كما استشهد 7 فلسطينيين وأصيب آخرون في مجزرة ثانية بقصف منزل لعائلة الغماري في محيط مستشفى حمد شمال غرب مدينة غزة.
وأوضح شهود عيان أن المدفعية الإسرائيلية قصفت بشكل مكثف أحياء الزيتون والتفاح والشجاعية شرقي وجنوبي مدينة غزة. وذكروا أن القصف المدفعي طال أيضاً محيط الكلية الجامعية جنوب مدينة غزة وسط إطلاق آليات الجيش نيرانها المكثفة باتجاه المناطق الشرقية للمدينة.
ووسط القطاع، أصيب فلسطينيون في قصف استهدف خيمة تؤوي نازحين في محيط دوار أبو قطوش بمخيم المغازي. بينما أصيب 5 فلسطينيين في قصف استهدف أرضاً زراعية في شارع أبو ستة ببلدة الزوايدة، وفق ذات المصدر.
وفي خان يونس، استشهد 3 فلسطينيين وأصيب آخرون في قصف استهدف خيمة تؤوي نازحين في مخيم الشافعي غرب المدينة. وجرى انتشال جثامين 4 فلسطينيين من تحت أنقاض منزل عائلة "كوارع" الذي تعرض للقصف الإسرائيلي الأحد في جورت اللوت بخان يونس.
وقصفت المدفعية الإسرائيلية المنطقة الجنوبية الفاصلة بين مدينتي خان يونس ورفح جنوبي القطاع.
من جهته، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الاثنين، استخدام قذيفة صاروخية من نوع "بار" لأول مرة في قطاع غزة، ضمن حرب الإبادة المستمرة ضد الفلسطينيين منذ أكثر من 19 شهراً، وذلك وسط اتهامات باستغلال تل أبيب للحرب من أجل تجربة أسلحة محلية الصنع بهدف تسويقها.
وأوضح الجيش في بيان نشره عبر موقعه الرسمي، " أن بطاريات المدفعية التابعة للواء 282، بقيادة الفرقة 36، بدأت تنفيذ عمليات ميدانية في قطاع غزة لأول مرة منذ بداية الحرب، بعد نشاط مكثف في عدة جبهات". وأشار إلى أنها "نفذت حتى الآن أكثر من 5 آلاف عملية قصف مدفعي متنوع، استهدفت مواقع في محور موراج، الذي يشق جنوب القطاع بين رفح وخان يونس، وقدمت من خلالها دعماً مباشراً للقوات المناورة".
كما زعم أن "القذيفة الصاروخية تتمتع بنظام توجيه جرت ملاءمته لساحات قتال معقدة، فيمكنها إصابة الهدف خلال وقت وجيز للغاية".
في السياق، أعلن الدفاع المدني في غزة، الاثنين، عن توقف معظم مركباته المخصصة للإطفاء والإنقاذ والإسعاف في محافظات جنوب القطاع، بسبب نفاد الوقود اللازم لتشغيلها، جراء الحصار الإسرائيلي المشدد المفروض على القطاع.
وقال الدفاع المدني في منشور على تليغرام: "نعلن نفاد كميات الوقود الخاصة بتشغيل مركباتنا (الإطفاء والإنقاذ والإسعاف) في محافظات جنوب قطاع غزة، ما أدى إلى توقف 8 مركبات عن الحركة من أصل 12 مركبة".
وأوضح أن "الاستجابة الإنسانية ونداءات الإغاثة ستقتصر حالياً على 4 مركبات فقط، ما يهدد حياة مئات الآلاف من المواطنين والنازحين في مراكز الإيواء". وحمَّل الدفاع المدني، إسرائيل "المسؤولية الكاملة عن تفاقم معاناة أبناء شعبنا في القطاع نتيجة استمرار الحرب والحصار المشدّد".
ومنذ 2 مارس/آذار الماضي، تواصل إسرائيل إغلاق معابر القطاع أمام دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية والبضائع، ما تسبب بتدهور كبير في الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين وفق ما أكدته تقارير حكومية وحقوقية ودولية.
ويتعرّض قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 لإبادة جماعية إسرائيلية، أوقعت أكثر من 170 ألف شهيد وجريح فلسطيني، إضافة إلى دمار واسع ونقص حاد في الخدمات الأساسية.