جاء ذلك في بيان للحركة رداً على تصريحات لنتنياهو في وقت سابق مساء الأربعاء، أكد خلالها تمسكه بإعادة احتلال قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين منه، وطرح ثلاثة شروط لإنهاء الحرب المستمرة للشهر العشرين.
وعدّد نتنياهو في مؤتمر صحفي شروطه لإنهاء الحرب قائلاً: "مستعد لإنهاء القتال وفق شروط واضحة: إعادة جميع المختطفين، ونفي قيادة حماس من غزة، ونزع سلاح حماس". وأشار إلى أنه بعد إنهاء الحرب بهذه الشروط "نبدأ تنفيذ خطة (الرئيس الأمريكي دونالد) ترمب" بشأن التهجير.
وقالت الحركة إن ما جاء في تصريحات نتنياهو المطلوب لمحكمة الجنايات الدولية، "يؤكّد من جديد للعالم أجمع، أننا أمام مجرم مهووس بالقتل والإبادة، يدفع المنطقة برّمتها باتجاه الهاوية خدمةً لمصالحه السياسية".
وأوضحت أن "تأكيد نتنياهو أن أي اتفاق لوقف مؤقت لإطلاق النار، سيتبعه استئناف للحرب وصولاً إلى تنفيذ ما سماه خطة ترمب للتهجير، هو إصرار على إحباط المسار التفاوضي، وتدمير فُرص الإفراج عن الأسرى (الإسرائيليين بغزة)".
وتلعب قطر مع مصر والولايات المتحدة منذ بدء الإبادة الإسرائيلية بغزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 دور وساطة لوقفها، إذ نجحت في إبرام هدنتين إحداهما أواخر ديسمبر/كانون الأول 2023، وفي يناير/كانون الثاني 2025.
وفي 12 مايو/أيار الجاري، أفرجت حماس عن الجندي عيدان ألكسندر الذي يحمل الجنسية الأمريكية إلى جانب الإسرائيلية، بعد مفاوضات أجراها المبعوث الرئاسي الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف مع الحركة بمنأى عن تل أبيب. وشددت الحركة على أن "حديث نتنياهو عن خطة ترمب للتهجير باعتبارها إحدى أهداف حربه الوحشية، يضع واشنطن أمام مسؤولية توضيح موقفها من جريمة التهجير القسري تحت وطأة الإبادة، في وقت تلعب فيه دور الوساطة لإنهاء الحرب".
وفي مارس/آذار الماضي، اعتمد كل من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي خطة لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين منها، ويستغرق تنفيذها خمس سنوات، وتكلف نحو 53 مليار دولار. لكن إسرائيل والولايات المتحدة رفضتا الخطة، وتمسكتا بمخطط ترمب لتهجير فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.
وطالبت حماس في بيانها، المجتمع الدولي بالتحرك الفوري "لوقف المجازر الوحشية بحق المدنيين في غزة، ومحاسبة نتنياهو كمجرم حرب يصر على مواصلة سياسة الإبادة والتجويع والتهجير في تحدّ سافر للقوانين الدولية".
ومراراً، أعلنت حماس استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين. لكن نتنياهو يتهرب بطرح شروط جديدة، بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصر حالياً على إعادة احتلال غزة.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 175 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.