جاء تصريح سموتريتش تعليقاً على تقرير للصحيفة ذاتها، أفاد بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستعد لاستئناف إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، حتى من دون التوصل إلى اتفاق تبادل أسرى مع حركة حماس، وذلك وسط تحذيرات من إمكانية ملاحقة إسرائيل قانونياً بسبب سياساتها تجاه المدنيين الفلسطينيين.
ومنذ 2 مارس/آذار أغلق الاحتلال الإسرائيلي جميع معابر قطاع غزة، مانعةً دخول الإمدادات الغذائية والطبية والإنسانية، ما تسبب في تدهور غير مسبوق في الأوضاع المعيشية، بحسب تقارير محلية ودولية.
وبرر الاحتلال الإسرائيلي قراره بوقف إدخال المساعدات بممارسة ضغط على حماس للقبول بشروطها في ملف تبادل الأسرى، غير أن جيش الاحتلال، ووفق ما نقلته الصحيفة، أوصى بضرورة السماح مجدداً بوصول المساعدات لتفادي تداعيات قانونية وإنسانية محتملة.
لكن سموتريتش رفض تلك التوصيات قائلاً: "من المدهش أن الجيش يتحدث إلينا عبر الصحافة، وموقفي واضح: لن تدخل حبة قمح واحدة إلى القطاع". كما انتقد إعطاء الأولوية لاستعادة الأسرى قبل القضاء على حماس، قائلاً: "هذا شعار لا جدوى منه".
وفي وقت سابق الاثنين، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن الجيش الإسرائيلي يستعد "خلال أسابيع" لاستئناف السماح بإدخال مساعدات إلى غزة حتى من دون التوصل لاتفاق مع حركة "حماس" لتبادل الأسرى، وذلك خشية ملاحقات قانونية قد تطول قادة بسبب الإبادة بحق الفلسطينيين.
وتعليقاً على ذلك، قال جيش الاحتلال في بيان، إنه "يعمل وفقاً لتعليمات المستوى السياسي"، وأضاف: "إسرائيل لا تنقل ولن تنقل أي نوع من المساعدات إلى منظمة حماس".
وسبق وحذّرت مؤسسات حقوقية وحكومية وأممية من تداعيات استمرار تشديد الحصار الإسرائيلي على القطاع ودخول الفلسطينيين بحالة من الجوع الحاد.
وفي 27 و29 مارس/آذار الماضي، أكد برنامج الأغذية العالمي، الحاجة الماسة إلى وصول مساعدات لقطاع غزة عاجلاً، مع تضاؤل مخزونات الغذاء.
وأوضح البرنامج في منشور على إكس، أن "لديه نحو 5 آلاف و700 طن من مخزونات الغذاء المتبقية في غزة، تكفي لدعم عملياته لمدة أقصاها أسبوعان".
وفي 18 مارس/آذار الجاري، تنصلت إسرائيل من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الذي استمر 58 يوماً، واستأنفت حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة التي بدأت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 166 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
وتحاصر إسرائيل غزة للعام الـ18، وبات نحو 1.5 مليون من مواطنيها البالغ عددهم نحو 2.4 مليون فلسطيني، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، ودخل القطاع أولى مراحل المجاعة، جراء إغلاق تل أبيب المعابر بوجه المساعدات الإنسانية.