وجاء تصريح عون في مقابلة خاصة مع صحيفة "العربي الجديد"، وذلك قبيل زيارته إلى الدوحة التي بدأها يوم أمس الثلاثاء، ومن المقرر أن يختتمها يوم الأربعاء بلقاء أمير قطر، تميم بن حمد. وذكرت وكالة الأنباء اللبنانية أن عون وصل إلى "مطار حمد الدولي" في الدوحة، برفقة وزير الخارجية، يوسف رجي.
وأشار عون إلى أن الجيش اللبناني يعمل في جنوب لبنان وفي منطقة البقاع (شرق) من أجل تنفيذ القرار الدولي لمجلس الأمن رقم 1701، إذ تمكَّن من إغلاق الأنفاق ومصادرة وإتلاف مخازن الذخيرة التابعة لحزب الله دون أي اعتراض من الحزب.
ويذكر أن القرار 1701، الذي أقره مجلس الأمن الدولي في عام 2006، يهدف إلى وقف الأعمال العدائية بين "حزب الله" وإسرائيل، ويشمل إنشاء منطقة عازلة في جنوب لبنان، وتنفيذ اتفاق الطائف، بالإضافة إلى قرارات دولية تطالب بنزع سلاح جميع الجماعات المسلحة في لبنان.
وأضاف عون أن "حزب الله" يتصرف بحذر ووعي تجاه الانتهاكات الإسرائيلية، وأكد أن الحزب ليس بصدد الانجرار إلى حرب جديدة. وأوضح أن هدفه هو حصر السلاح بيد الدولة بحلول عام 2025، مشيراً إلى أنه لا يعتزم استنساخ تجربة الحشد الشعبي في العراق في إدماج "حزب الله" داخل الجيش اللبناني.
وأكد أن العناصر التابعة لحزب الله يمكنها الالتحاق بالجيش اللبناني والمشاركة في دورات استيعاب كما حدث مع عديد من الأحزاب بعد الحرب اللبنانية.
وفي حديثه عن الضغوط الأمريكية، أشار عون إلى أن الولايات المتحدة تطالب بتسريع عملية حصر السلاح بيد الدولة، لكنه أكد أن الحل يكمن في الضغط على إسرائيل، بينما يتولى لبنان مسؤولية التعامل مع حزب الله. في المقابل، لم يصدر أي تعليق من "حزب الله" على تصريحات الرئيس اللبناني حتى الآن.
وتستمر الضغوط الدولية على لبنان لانتزاع سلاح "حزب الله"، وبخاصة بعد سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين الحزب وإسرائيل في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024. وكان الصراع الذي بدأ في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 قد أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل و17 ألف جريح، بالإضافة إلى نزوح نحو 1.4 مليون شخص.
ومنذ سريان اتفاق وقف النار، ارتكبت إسرائيل أكثر من 1440 خرقاً للاتفاق، مما أدى إلى مقتل 125 شخصاً على الأقل وإصابة 371 آخرين وفقاً لإحصاءات الأناضول. كما تنصلت إسرائيل من استكمال انسحابها من جنوب لبنان بحلول 18 فبراير/شباط 2025، إذ نفذت انسحاباً جزئياً وما زالت تحتفظ بـ5 تلال رئيسية في المناطق التي احتلتها خلال الحرب الأخيرة.
ومنذ عقود، تواصل إسرائيل احتلال أراضٍ في لبنان وفلسطين وسوريا، وترفض الانسحاب منها، وترفض أيضاً قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على حدود ما قبل حرب 1967.