وكانت المسؤولة الأمريكية ناتاشا فرانشيسكي قد سلّمت قائمة بـ8 شروط لوزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، في لقاء جمعهما على هامش مؤتمر المانحين لسوريا في بروكسل في 18 مارس/آذار الماضي.
وأكد متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، في حديثه لـ"رويترز"، أن واشنطن تلقت رداً من السلطات السورية على طلب أمريكي باتخاذ "تدابير محددة ومفصلة لبناء الثقة".
وأضاف المتحدث: "نقيّم الآن الرد، وليس لدينا ما نقوله (عن الأمر) في الوقت الحالي".
وتابع قائلاً إن الولايات المتحدة "لا تعترف بأي كيان بوصفه الحكومة السورية، وأي تطبيع للعلاقات في المستقبل سيحدَّد بناء على الإجراءات التي تتخذها السلطات المؤقتة".
ونقلت "رويترز" عن مسؤولين مطلعين على فحوى الرسالة السورية، أن دمشق تعهّدت بإنشاء مكتب اتصال في وزارة الخارجية مهمته البحث عن الصحفي الأمريكي المفقود أوستن تايس. كما أوردت الحكومة السورية في ردّها، إجراءاتها بالتفصيل للتعامل مع مخزونات الأسلحة الكيميائية، ومنها تعزيز روابط الاتصال مع منظمة حظر الأسلحة الكيماوية.
مكافحة الإرهاب
وجاء في الرسالة أن المسؤولين السوريين ناقشوا مسألة المقاتلين الأجانب مع المبعوث الأمريكي السابق دانيال روبنستاين لكن المسألة "تتطلب جلسة مشاورات أوسع".
كما ذكرت الرسالة أن "ما يمكن تأكيده في الوقت الحالي هو أن إصدار الرتب العسكرية جرى تعليقه".
وحول طلب الولايات المتحدة التنسيق في مسائل مكافحة الإرهاب والقدرة على تنفيذ ضربات على أهداف إرهابية، قالت الرسالة إن "الأمر يتطلب تفاهمات متبادلة".
وشملت الرسالة أيضاً تعهداً بأن الحكومة السورية الجديدة "لن تتسامح مع أي تهديدات للمصالح الأمريكية أو الغربية في البلاد"، وتعهّداً باتخاذ "الإجراءات القانونية المناسبة".
ونقلت "رويترز" عن مسؤول سوري مطلع على الرسالة قوله إن "المسؤولين السوريين يفكرون في سبل أخرى لإضعاف المتطرفين دون منح الولايات المتحدة إذناً صريحاً بتنفيذ ضربات"، باعتبار ذلك خطوة مثيرة للجدل بعد أن تعرضت سوريا لسنوات للقصف من قوات جوية أجنبية خلال الحرب.
وقال مسؤول سوري ومصدر أمريكي مطلع على الرسالة، إن الشيباني كان من المقرر أن يناقش محتواها مع مسؤولين أمريكيين خلال زيارته لنيويورك.
وذكرت سوريا في رسالتها أنها تأمل أن تؤدي الإجراءات المتخذة، التي وصفتها بأنها "ضمانات"، إلى اجتماع لمناقشة كل نقطة بالتفصيل، بما في ذلك إعادة فتح السفارات ورفع العقوبات.
وأقرت الرسالة أيضاً بوجود "تواصل مستمر" بين سلطات مكافحة الإرهاب السورية وممثلي الولايات المتحدة في العاصمة الأردنية عمّان، بشأن مكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي، وقالت إن سوريا تميل إلى توسيع هذا التعاون.
وبسطت فصائل سورية في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، سيطرتها على البلاد، منهيةً 61 عاماً من حكم حزب البعث، و53 سنة من سيطرة عائلة الأسد.
وفي 29 يناير/كانون الثاني 2025 أعلنت الإدارة السورية الجديدة تعيين الشرع رئيساً للبلاد خلال مرحلة انتقالية من المقرر أن تستمر خمس سنوات.