وقال الجيش السوداني في بيان: “أكملنا تطهير العاصمة الخرطوم من المتمردين” مضيفاً: “نعلن اليوم اكتمال تطهير كامل ولاية الخرطوم من أي وجود لعناصر مليشيا الدعم السريع”.

وفي وقت سابق اليوم الثلاثاء، قال المتحدث باسم الجيش، العميد نبيل عبد الله، في بيان رسمي، إن "قواتنا تواصل سحق المليشيا بجنوب وغرب أم درمان، وتستمر في تطهير منطقة صالحة وما حولها"، مضيفاً أن "العملية العسكرية واسعة النطاق مستمرة، ونحن نقترب من تطهير كامل ولاية الخرطوم".

وأوضح أن الجيش كثّف منذ يوم الاثنين غاراته على مواقع الدعم السريع شبه العسكرية في مختلف أنحاء ولاية الخرطوم، مشيراً إلى أن الهجمات الجوية والمدفعية تستهدف ما وصفها بـ"أوكار المليشيا" في كل موقع يمكن أن تتواجد فيه.

وتعد منطقة "صالحة"، الواقعة جنوب أم درمان، واحدة من أبرز معاقل قوات الدعم السريع شبه العسكرية في العاصمة، وتشهد منذ أيام معارك ضارية مع وحدات الجيش المتقدمة.

وقد تمكنت القوات الحكومية في الأسابيع الأخيرة من إحراز تقدم كبير، وبسطت سيطرتها على أغلب مناطق ولاية الخرطوم، باستثناء  مناطق غرب وجنوب مدينة أم درمان.

وفي سياق موازٍ، أعرب خبير الأمم المتحدة المعني بحالة حقوق الإنسان في السودان، رضوان نويصر، عن قلقه الشديد من التصعيد الأخير في الغارات الجوية بواسطة الطائرات المسيّرة، وتوسّع رقعة القتال إلى ولاية البحر الأحمر شرق السودان، ما أدى إلى تفاقم معاناة المدنيين.

وحذر نويصر، في بيان صدر الاثنين، من أن الهجمات المتكررة على البنية التحتية الحيوية تُهدد حياة المدنيين، وتفاقم الأزمة الإنسانية، وتقوّض الحقوق الأساسية للإنسان، مشيراً إلى الانقطاع الواسع للتيار الكهربائي، وتأثير ذلك على إمدادات الوقود والخدمات الأساسية مثل الغذاء والماء والرعاية الصحية.

ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية حرباً منذ منتصف أبريل/نيسان 2023، تسببت في مقتل أكثر من 20 ألف شخص، ونزوح ولجوء ما يقارب 15 مليوناً، بحسب تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية. فيما أشار بحث حديث أجرته جامعات أمريكية إلى أن عدد القتلى قد يبلغ نحو 130 ألفاً.

ومنذ أسابيع وبوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مساحات سيطرة الدعم السريع في ولايات السودان لصالح الجيش، وتمددت انتصارات الأخير في العاصمة الخرطوم بما شمل السيطرة على القصر الرئاسي، ومقار الوزارات بمحيطه، والمطار، ومقار أمنية وعسكرية.

وفي الولايات الـ17 الأخرى بالسودان، لم تعد الدعم السريع تسيطر سوى على أجزاء من ولايتي شمال كردفان وغرب كردفان وجيوب في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، بجانب 4 من ولايات إقليم دارفور.