أفادت القناة 13 العبرية (الخاصة) بأن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قرر بعد مشاورات أُجريت مساء اليوم، إبقاء وفد المفاوضات في الدوحة"، مدعيةً أن ذلك "لكي يثبت للإدارة الأمريكية أن إسرائيل ليست الطرف الذي يعوق التقدم في المفاوضات".
وقالت القناة: "لم يُبلغ حتى مساء الاثنين عن أي تقدم في المحادثات الجارية في قطر بين إسرائيل وحماس، بشأن صفقة جديدة من شأنها أن تؤدي إلى وقف إطلاق النار".
وتشهد قطر مفاوضات غير مباشرة بين حركة حماس وإسرائيل، في محاولة جديدة لإبرام اتفاق لوقف حرب الإبادة وتبادل أسرى.
ونقلت القناة العبرية عن مصادر وصفتها بالمطّلعة على تفاصيل المفاوضات، أن حماس لا تزال متمسكة بمطلبها إنهاء الحرب بشكل نهائي، فيما يرفض الوفد الإسرائيلي، وفق التفويض السياسي الممنوح له، تقديم أي التزام بذلك.
وادَّعت القناة أن تل أبيب قدمت مقترحاً خلال الأيام الأخيرة يستند إلى اقتراح ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط، الذي طرحه قبل نحو شهرين ونصف.
وتشمل الخطوط العامة للمقترح، إطلاق سراح عشرة أسرى إسرائيليين أحياء في يوم واحد، إلى جانب تسليم نصف جثامين الأسرى القتلى، وذلك مقابل وقف إطلاق نار لمدة 60 يوماً في قطاع غزة، وفق المصدر ذاته.
وتواصل الإدارة الأمريكية، ومعها الوسطاء، الضغط على الطرفين من أجل إتمام صفقة تبادل أسرى تُفضي إلى إنهاء الحرب.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، في إحاطة صحفية للصحفيين في وقت سابق الاثنين، إن واشنطن معنية بإنهاء الحروب حول العالم، بما في ذلك الحرب المستمرة في قطاع غزة، وذلك من أجل تعزيز مصالح الولايات المتحدة.
وقالت: "لدى الرئيس ترمب أجندة (أمريكا أولاً)، ولذلك فهو يعمل بأسرع ما يمكن لإنهاء هذه النزاعات، سواء في إسرائيل وغزة أو بين روسيا وأوكرانيا".
وفي وقت سابق الاثنين، ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن الضغوط الأمريكية على إسرائيل أصبحت أكثر شدة، حيث حذّر مسؤولون مقربون من الرئيس ترمب القيادة الإسرائيلية من أن الولايات المتحدة قد توقف دعمها لتل أبيب إذا لم تُنهِ الحرب في قطاع غزة.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مصدر إسرائيلي مطلع على العلاقات بين تل أبيب وواشنطن، قوله إن "فريق ترمب أوضح لإسرائيل أن واشنطن ستتخلى عنها إذا لم تُنهِ الحرب'".
وأضاف المصدر بشأن إمكانية إنهاء الحرب: "من الناحية السياسية، وكما كان الحال في الماضي، لدى نتنياهو القدرة على فعل ذلك، ولديه أغلبية ساحقة في الكنيست. لكن ليس لديه الإرادة السياسية".
وتقدِّر تل أبيب وجود 58 أسيراً إسرائيلياً في غزة، منهم 20 أحياء، فيما يقبع في سجونها أكثر من 10 آلاف و100 فلسطيني يعانون تعذيباً وتجويعاً وإهمالاً طبياً، أودى بحياة عديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وأكدت حماس مراراً استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعةً واحدةً"، مقابل إنهاء حرب الإبادة وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من غزة والإفراج عن أسرى فلسطينيين.
لكنَّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، يتهرب بطرح شروط جديدة، أحدثها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية في غزة، وهو ما ترفضه الأخيرة ما دام الاحتلال الإسرائيلي مستمراً.
وتتهم المعارضة وعائلات الأسرى نتنياهو بمواصلة الحرب استجابةً للجناح اليمينيّ الأكثر تطرفاً في حكومته، لتحقيق مصالحه السياسية الشخصية، لا سيما الاستمرار في الحكم.