جاء ذلك في كلمة ممثل قطر أمام المحكمة، مطلق القحطاني، خلال جلسات الاستماع الجارية في لاهاي، والمتصلة بطلب الرأي الاستشاري المُقدم من الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن التزامات إسرائيل بصفتها قوة احتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأكد القحطاني أن ممارسات الحرب الإسرائيلية تُظهر «استهتاراً تاماً بالحياة البشرية»، مشدداً على أن إسرائيل «لم تُنهِ احتلالها، بل واصلت الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين، بخاصة في غزة».
وأضاف أن إسرائيل «تستخدم المساعدات الإنسانية سلاحاً ضد المدنيين وتبتز بها شعباً بأكمله»، معتبراً أن «التجويع سياسة إسرائيلية ممنهجة، ويُعد جريمة حرب بموجب نظام روما الأساسي».
ونوّه القحطاني إلى «الانهيار شبه الكامل في القطاع الصحي في غزة نتيجة الانتهاكات الإسرائيلية»، مشيراً إلى أن «التجويع في غزة ليس حالة عارضة، بل سياسة مُخطط لها لتحقيق أهداف عسكرية».
وكانت محكمة العدل الدولية قد بدأت، الاثنين، جلسات استماع تستمر أسبوعاً في مدينة لاهاي الهولندية، لمناقشة الالتزامات الإنسانية الواقعة على إسرائيل تجاه الفلسطينيين، وذلك بعد مرور أكثر من 50 يوماً على فرضها حصاراً شاملاً على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وفي 9 أبريل/نيسان الماضي، أعلنت المحكمة، وهي الجهاز القضائي الرئيس للأمم المتحدة، أن 40 دولة (من دون مشاركة إسرائيل) وأربع منظمات دولية وإقليمية، أعربت عن نيتها المشاركة في المرافعات الشفوية.
وتُعقد جلسات الاستماع بين 28 أبريل/نيسان و2 مايو/أيار الجاري، بمشاركة عدد من الدول والمنظمات، من بينها الأمم المتحدة، وفلسطين، ومصر، وماليزيا، وتركيا، وجنوب إفريقيا، والولايات المتحدة، إضافة إلى جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، والاتحاد الإفريقي.
وتعود خلفية هذه الجلسات إلى قرار اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 19 ديسمبر/كانون الأول 2024، تطلب فيه رأياً استشارياً من محكمة العدل الدولية بشأن التزامات إسرائيل القانونية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لا سيما ما يتعلق بوجود وعمل وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الأخرى هناك.
وجاء هذا القرار عقب مصادقة الكنيست الإسرائيلي على قانون يحظر أنشطة وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) داخل إسرائيل، في وقت يتزايد فيه اعتماد الفلسطينيين على خدمات الوكالة تحت وطأة الإبادة التي تمارسها تل أبيب بحقهم.
من جهتها، أعلنت إسرائيل عدم مشاركتها في جلسات الاستماع العلنية التي تجريها المحكمة، وهاجمت الأمم المتحدة بشدة.
واتهم وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، وكالة الأونروا بأنها «منظمة مخترقة من الإرهاب بشكل لا يمكن إصلاحه»، مضيفاً أن «الأمم المتحدة تحولت إلى هيئة فاسدة، معادية لإسرائيل، ومعادية للسامية»، على حد زعمه.
وتواصل إسرائيل، بدعم أمريكي غير مشروط، ارتكاب إبادة ممنهجة بحق سكان قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أسفرت حتى الآن عن أكثر من 170 ألف شهيد وجريح، غالبيتهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، وسط دمار واسع في البنية التحتية للقطاع المحاصر.