وأعلنت وزارة الصحة في القطاع في بيان اليوم السبت، وصول "مستشفيات قطاع غزة 153 شهيداً (منهم 7 انتشال)، و459 مصاباً خلال آخر 24 ساعة". وأوضحت الوزارة أن "حصيلة الشهداء والمصابين منذ (استئناف إسرائيل الإبادة في) 18 مارس/آذار 2025 بلغت 3 آلاف و131 شهيداً، و8 آلاف و632 مصاباً".

وأشارت إلى ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 53 ألفاً و272 شهيداً و120 ألفاً و673 مصاباً منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. ولفتت إلى أنه "ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم".

قصف الخيام والمستشفيات

وأفاد مصدر طبي باستشهاد 3 فلسطينيين في غارة استهدفت فجر اليوم السبت، منزلاً بمنطقة تل الزعتر بمخيم جباليا شمالي القطاع. وقال شهود عيان إن غارات إسرائيلية استهدفت منزلاً شرق مخيم جباليا، ما أسفر عن إصابة وفقدان عدد من الفلسطينيين.

وأوضح الشهود أن جيش الاحتلال الإسرائيلي نفذ عمليات نسف "ضخمة" في محافظة الشمال طال بعضها محيط مستشفى "العودة" الأهلي في منطقة تل الزعتر، كما فجر الجيش روبوتاً مُفخخاً في ذات المكان.

وفي جنوب القطاع، قال مصدر طبي إن فلسطينيين استُشهدا وأصيب 4 آخرون في قصف إسرائيلي استهدف تجمعاً لمدنيين في محيط الجامعة الإسلامية بمنطقة معن شرق مدينة خان يونس. كما استشهد فلسطيني بقصف نفذته مسيرة إسرائيلية على بلدة الفخاري شرق خان يونس. فيما أصيب 5 فلسطينيين بينهم طفلة وامرأة حامل في قصف خيمة تؤوي نازحين، غرب خان يونس.

واستشهد أيضاً 6 فلسطينيين وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي على بلدة بني سهيلا شرقي خان يونس. كما شنت طائرات الاحتلال غارات على بلدة القرارة شمال شرقي المدينة. وأشار المصدر الطبي إلى أن طفلاً توفي متأثراً بجراح أصيب بها في قصف إسرائيلي أمس الجمعة، استهدف مركبة في بلدة الفخاري شرق خان يونس.

وقال شهود عيان إن جيش الاحتلال نفذ عمليات نسف في رفح جنوبي القطاع، فيما أطلقت طائراته المروحية النار بكثافة شرق المدينة.

وأما في المحافظة الوسطى، قال مصدر طبي إن فلسطينياً استُشهد وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي على خيمة تؤوي نازحين بمحيط مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح. وأفاد شهود عيان بأن المدفعية الإسرائيلية قصفت مناطق جنوب شرق دير البلح وسط إطلاق مكثف للنيران صوبها.

وأصيب عدد من الفلسطينيين في قصف إسرائيلي على محيط برج الأندلس شمال غربي مدينة غزة. كما استشهد فلسطينيان اثنان في غارتين على شرق مدينة غزة، استهدفت الأولى تجمعاً لمدنيين في حي الزيتون والثانية استهدفت منزلاً في حي الشجاعية.

يأتي ذلك بعد ساعات من إعلان الجيش توسيع إبادته الجماعية في قطاع غزة، وشن ضربات واسعة ضمن ما سماها حملة "عربات جدعون"، لاحتلال كامل غزة، وفق ما أفادت به هيئة البث العبرية في 5 مايو/أيار الجاري.

ووفق ما نقلت الهيئة، فإن هذه العملية التي من المرجح أن تستمر لعدة أشهر، تتضمن "الإخلاء الشامل لسكان غزة بالكامل من مناطق القتال، بما في ذلك شمال غزة، إلى مناطق في جنوب القطاع"، حيث "سيبقى" الجيش في أي منطقة "يحتلها".

توقف الخدمة الصحية

وفي ظل استمرار التصعيد الإسرائيلي، حذّر مدير جمعية العودة الصحية والمجتمعية في قطاع غزة، رأفت المجدلاوي في بيان اليوم السبت، من أن خدمات الجمعية "مهددة بالتوقف التام خلال الأيام القادمة بسبب عدم وصول أي إمدادات طبية منذ أكثر من سبعين يوماً".

وتقدم هذه الجمعية خدماتها من خلال مستشفيي "العودة" في شمال ووسط القطاع ومراكز الرعاية الصحية الأولية والحماية المجتمعية المنتشرة في محافظات القطاع. وأكد المجدلاوي أن نقص الإمدادات الطبية من شأنه أن يؤثر في الخدمات المُقدّمة أصلاً بحدها الأدنى.

وأضاف أنه إلى جانب نقص الإمدادات الطبية، فإن "مستشفى العودة في شمال القطاع لم يصل إليه أي إمدادات من السولار منذ 17 أبريل/نيسان الماضي، وأما المستشفى في وسط القطاع لم يصل إليه الوقود منذ 17 فبراير/شباط الماضي"، لافتاً إلى أن الجمعية بدأت "إجراءات تقشفية لإدارة مخزون المحروقات المتوفر".

كما أعلن توقف 7 سيارات إسعاف من أصل 9 عن العمل بسبب نفاد الوقود، وتقليل ساعات العمل في مراكز الرعاية الصحية الأولية والحماية المجتمعية من أجل توفير استهلاك السولار، وفق البيان. وناشد الأطراف ذات العلاقة من أجل توفير "الإمدادات الطبية والمحروقات اللازمة لاستمرار تقديم الخدمات في مرافقها ومراكزها الصحية والمجتمعية".

تفاقم الوضع الإنساني

في السياق ذاته، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، في بيان أمس الجمعة، إن هناك زيادة كبيرة في الهجمات الإسرائيلية وفي عدد الشهداء في غزة هذا الأسبوع، بما في ذلك الهجمات التي تستهدف المستشفيات.

وأضاف أن الهجمات الإسرائيلية المكثفة أدت إلى تفاقم الوضع الإنساني السيئ أصلاً، داعياً إلى اتخاذ إجراءات عالمية لمنع وقوع مزيد من الضحايا.

وذكر تورك أن التهديدات بشن هجمات مكثفة والتدمير المنهجي للمباني بأكملها وتهجير السكان وحرمانهم من المساعدات الإنسانية، يشير إلى الدفع نحو التغيير الديمغرافي الدائم في غزة، وهو ما يتعارض مع القانون الدولي ويعادل التطهير العرقي. وذكر المسؤول الأممي أن الجوع الناجم عن الحصار الإسرائيلي يتفاقم، مشدداً على أنه "يجب وقف هذا الجنون". ​​​​​​​

وكثّفت إسرائيل خلال الأيام الخمسة الماضية وتيرة الإبادة الجماعية في قطاع غزة وارتكبت عشرات المجازر المروعة، وذلك بالتزامن مع جولة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في المنطقة التي وعد خلالها فلسطينيي غزة بـ"مستقبل أفضل وإنهاء الجوع".

واستأنفت إسرائيل منذ 18 مارس/آذار الماضي جرائم الإبادة عبر شن غارات عنيفة على نطاق واسع استهدف معظمها مدنيين بمنازل وخياماً تؤوي نازحين فلسطينيين.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل -بدعم أمريكي مطلق- إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في غزة تترافق مع حصار خانق أدخل القطاع في ظروف إنسانية متردية غير مسبوقة.