جاء ذلك خلال استقبال الرئيس السوري أحمد الشرع له في القصر الرئاسي بدمشق التي وصلها أمس الجمعة في زيارة مفاجئة غير محددة المدة.
وقال "الحزب التقدمي الاشتراكي" في لبنان، عبر بيان، إن رئيسه السابق وليد جنبلاط تطرق خلال اللقاء مع الشرع إلى التوترات الأمنية الأخيرة في منطقتي أشرفية صحنايا وجرمانا بمحافظة ريف دمشق.
وأعرب الجانبان في هذا الصدد عن "أسفهما للخسائر في الأرواح (جراء تلك الأحداث)، وشددا على ضرورة اضطلاع الدولة السورية بمسؤولياتها في الحفاظ على أمن الوطن والمواطنين".
كما أشاد جنبلاط بـ"جهود الدولة السورية في التواصل والحوار مع مختلف مكونات الشعب السوري"، مشدداً على "أهمية دور أبناء طائفة الموحدين الدروز في مؤسسات الدولة وأجهزتها".
من جانبه، أشاد الشرع بـ"الدور الوطني والتاريخي الذي لعبه أبناء طائفة الموحدين الدروز في محطات مفصلية من تاريخ سوريا"، مؤكداً "دورهم الأساسي في بناء سوريا الجديدة".
والثلاثاء والأربعاء الماضيين، شهدت منطقتا أشرفية صحنايا وجرمانا اللتان يتركز بهما سكان من الطائفة الدرزية في محافظة ريف دمشق، توترات أمنية على خلفية انتشار تسجيل صوتي منسوب لأحد أبناء الطائفة الدرزية، تضمّن "إساءة" إلى النبي محمد، صلى الله عليه وسلم.
وتمكنت قوات الأمن من استعادة الهدوء في المنطقتين بالتنسيق مع وجهائهما، بعد سقوط ضحايا مدنيين وعناصر أمن في هجمات شنَّتها مجموعات مسلحة "خارجة عن القانون" تسعى لـ"الفوضى وإحداث فتنة".
في سياق آخر، أعرب جنبلاط خلال اللقاء مع الشرع عن "ارتياحه للانفتاح العربي والدولي تجاه الدولة السورية الجديدة"، واعتبر أن "هذا الانفتاح يساهم في تعزيز وحدة سوريا واستقرارها، وينعكس إيجابياً على استقرار لبنان".
وفي ختام اللقاء، توجه جنبلاط بالشكر إلى الرئيس الشرع على "القبض على المجرم إبراهيم حويجة، المسؤول عن اغتيال (والده) كمال جنبلاط وارتكاب جرائم أخرى".
وفي 6 مارس/آذار الماضي، أعلن الأمن السوري القبض على اللواء إبراهيم حويجة، رئيس المخابرات الجوية الأسبق، المتهم بمئات الاغتيالات في عهد حافظ الأسد، منها الإشراف على اغتيال كمال جنبلاط عام 1977.
وزيارة الجمعة هي الثانية لجنبلاط إلى سوريا منذ سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024. إذ أجرى الزعيم الدرزي اللبناني زيارة إلى دمشق في 24 ديسمبر/كانون الأول الماضي، هنّأ خلالها الشرع على نجاح الثورة في إسقاط الأسد.
وأعرب جنبلاط، خلال اللقاء آنذاك، عن الرغبة في عودة العلاقات اللبنانية السورية إلى "أصولها الطبيعية الدبلوماسية" عقب سقوط حكم حزب البعث.