وقالت القوة المشتركة للحركات المسلحة الموقِّعة على اتفاق جوبا للسلام التي تقاتل إلى جانب الجيش السوداني، في بيان: "نعلن بفخر واعتزاز تحرير مدينة الدبيبات الاستراتيجية في إقليم كردفان من قبضة ميليشيات الدعم السريع".
وتعد الدبيبات الواقعة على بُعد 186 كيلومتراً من مدينة كادوقلي عاصمة الولاية، مدينة استراتيجية، حيث تربط جنوب كردفان بولايتي شمال كردفان وشرق دارفور، كما تمهد السيطرة على الدبيبات لفك الحصار عن الدلنج التي تبعد عنها 60 كيلومتراً، وتعد ثانية مدن جنوب كردفان من حيث المساحة.
وأضاف البيان: "جاء هذا الإنجاز العظيم نتيجة عملية عسكرية دقيقة ومنسقة، نفَّذتها القوة المشتركة بالتعاون مع القوات المسلحة السودانية، حيث جرى تكبيد العدو خسائر فادحة في الأرواح والعتاد"، وأشار إلى أن تحرير الدبيبات والسيطرة الكاملة عليها يمثلان "خطوة حاسمة" في سبيل استعادة الأمن والاستقرار في إقليم كردفان (3 ولايات)، و"خطوة مركزية" لتوسع العمليات العسكرية بإقليم دارفور (5 ولايات).
وبث عناصر من الجيش السوداني مقاطع مصورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أعلنوا من خلالها دخولهم إلى الدبيبات و"هزيمة" قوات الدعم السريع شبه العسكرية.
"ابتزاز سياسي"
في سياق متصل، استنكرت حكومة الخرطوم، اليوم الجمعة، المزاعم الأمريكية باستخدام السودان أسلحة كيميائية خلال الحرب الدائرة في البلاد، واصفةً إياها بأنها "اتهامات لا أساس لها" و"ابتزاز سياسي".
وقال وزير الإعلام خالد الإعيسر، في بيان: "تتابع الحكومة السودانية، وباستنكار شديد، ما صدر عن الإدارة الأمريكية من اتهامات وقرارات تتسم بالابتزاز السياسي وتزييف الحقائق بشأن الأوضاع في السودان".
والخميس، أعلنت واشنطن أنها ستفرض عقوبات على السودان لاستخدامه أسلحة كيميائية في الحرب الدائرة في البلاد، وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان، إن "العقوبات ستدخل حيز التنفيذ الشهر المقبل، وتشمل قيوداً على الصادرات الأمريكية إلى السودان وعلى الوصول إلى خطوط الائتمان الحكومية الأمريكية".
واتهم الإعيسر، وهو المتحدث باسم الحكومة، الولايات المتحدة بأنها "دأبت على مدى سنوات طويلة على انتهاج سياسات تعرقل مسيرة الشعب السوداني نحو الاستقرار والسلام والازدهار"، وتابع: "اليوم تعود ذات المزاعم باتهامات لا أساس لها بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية، فيما تلتزم واشنطن الصمت حيال الجرائم الموثَّقة بحق المدنيين في دارفور ومناطق أخرى".
وأكد أن "هذه الرواية الكاذبة، التي تسعى الإدارة الأمريكية إلى تسويقها دولياً، ليست سوى محاولة جديدة لتضليل الرأي العام، وتوفير غطاء سياسي لجهات فقدت شرعيتها، وتورطت في ارتكاب جرائم ضد الشعب السوداني".
وأردف: "إذ يدرك الشعب السوداني وحكومته أبعاد هذا الابتزاز السياسي المستمر، فإنهما يؤكدان أن ما تشهده المرحلة الراهنة ليس إلا تكراراً لأخطاء سابقة في تعامل الإدارة الأمريكية مع قضايا السودان".
ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 حرباً خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، فيما قدَّر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفاً.
ومنذ أسابيع وبوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مساحات سيطرة الدعم السريع في ولايات السودان لصالح الجيش، وتمددت انتصارات الأخير في العاصمة الخرطوم بما شمل السيطرة على القصر الرئاسي، ومقرات الوزارات في محيطه، والمطار، ومقرات أمنية وعسكرية.
وفي الولايات السبع عشرة الأخرى في السودان، لم تعد "الدعم السريع" تسيطر إلا على أجزاء من ولايتَي شمال كردفان وغرب كردفان وجيوب في ولايتَي جنوب كردفان والنيل الأزرق، إلى جانب 4 من ولايات إقليم دارفور.