واقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، مخيم عسكر القديم بمدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة، وحاصر عدداً من الأحياء داخل المخيم.
وأفاد شهود عيان بأن جيش الاحتلال دفع بتعزيزات عسكرية إلى المخيم من عدة محاور، فيما نفذ عدداً من الاقتحامات في مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة، واعتقل فلسطينيين بحسب مصادر محلية.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي تُواصل حصارها المطبق على مخيمَي طولكرم ونور شمس، مترافقاً مع سماع دويّ إطلاق نار وانفجارات بين الفينة والأخرى، وذلك مع دخول العدوان يومه الـ114، وسط تصعيد ميداني وتعزيزات عسكرية متواصلة.
وأفادت الوكالة بأن قوات الاحتلال تمنع المواطنين من العودة إلى منازلهم، التي هجّرهم منها قسراً، لتفقُّدها أو لأخذ ما تبقى من مقتنياتهم، إذ هُجّر قسراً أكثر من 4200 عائلة من المخيمين، تضم ما يزيد على 25 ألف مواطن.
ومع استمرار التصعيد، دمرت آليات الاحتلال أكثر من 400 منزل بشكل كامل، و2573 منزلاً بشكل جزئي، إلى جانب إغلاق مداخل وأزقة المخيمين بالسواتر الترابية، وتحويلهما إلى مناطق معزولة شبه خالية من الحياة.
وقالت الوكالة إنّ قوات الاحتلال تدفع بتعزيزات عسكرية على مدار الساعة، إذ تجوب الشوارع والأحياء الرئيسية، وسط استخدام أبواق المركبات بشكل استفزازي، والسير بعكس اتجاه السير، وتكرار إقامة الحواجز المفاجئة، لا سيما في وسط المدينة وشارع نابلس ودوار شويكة في الحي الشمالي.
وتشهد أحياء المخيمين انتشاراً مكثفاً لقوات الاحتلال التي حوّلت عدداً من المنازل إلى مواقع عسكرية ونقاط تمركز للقناصة، وسط إطلاق كثيف للنيران وملاحقة كل من يحاول دخول المخيم أو الاقتراب من منازلهم.
وقد شهد مخيم نور شمس حملة هدم للمباني السكنية في حاراته الرئيسية، طالت أكثر من 20 مبنى، بما تضمه من شقق سكنية، وتضرر المباني المجاورة لها، وذلك تنفيذاً لمخطط الاحتلال هدم 106 في مخيمَي طولكرم ونور شمس، لفتح شوارع وطرقات، وتغيير معالمهما الجغرافية.
في سياق متصل، اقتحمت آليات الاحتلال فجر اليوم ضاحية اكتابا شرق المدينة، وانتشرت في شوارعها الرئيسية والفرعية، قبل أن يعتقل جنود الاحتلال الأسير المحرر سعد عثمان بسيس بعد مداهمة منزله.
وفي شارع نابلس والحي الشمالي المجاور، تُواصل قوات الاحتلال الاستيلاء على عدد من المباني والمنازل السكنية بعد إجلاء سكانها بالقوة، وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، فيما لا يزال بعض هذه الأبنية تحت السيطرة منذ أكثر من شهرين.
تواصل العدوان على جنين ومخيمها
وذكرت الوكالة أن قوات الاحتلال تواصل عدوانها على مدينة جنين ومخيمها لليوم الـ120 على التوالي، مع توسيع عمليات التجريف والتدمير داخل المخيم بهدف تغيير معالمه وبنيته، إضافة إلى استمرار منع الدخول أو الوصول إليه.
وأفادت بأن الاحتلال شق نحو 15 طريقاً داخل مخيم جنين البالغة مساحته أقل من نصف كيلومتر مربع فقط.
ولفتت نقلاً عن بلدية جنين إلى أن البنية التحتية في المخيم مدمرة بشكل كامل، إضافة إلى تدمير 60% من البنية التحتية في المدينة، وتدمير 120 كيلومتراً من الشوارع، و42 كيلومتراً من الخطوط الناقلة للمياه، و99 كيلومتراً من خطوط الصرف الصحي.
واقتحمت قوات الاحتلال مساء أمس الاثنين محيط الجامعة العربية الأمريكية في جنين، ونصبت حاجزاً في الطريق الواصل إلى قرية جلقموش شرقاً، ما تسبب في أزمة مرورية، كما كانت مركبات الاحتلال وآلياته قرب مباني الجامعة الأمريكية التي يسكنها النازحون من مخيم جنين بعد إجبارهم على ترك منازلهم قسراً منذ بدء العدوان.
كما تستمر قوات الاحتلال في إطلاق الرصاص الحي بشكل كثيف جداً داخل مخيم جنين، علماً بأنه فارغ من سكانه بشكل كامل، فيما كانت قوات الاحتلال أمس الاثنين عند مدخل المخيم المعروف بدوار الحصان.
واقتحم الاحتلال أمس قرية أم التوت وخربة تلفيت إلى الشرق من جنين، ونشر فرق المشاة وداهم عدداً من المنازل.
كما تُواصل قوات الاحتلال إغلاقها الكامل لمخيم جنين ومنع الوصول إليه، وسط استمرار عمليات التجريف والتدمير داخله بهدف تغيير بنيته ومعالمه.
وبحسَب تقديرات بلدية جنين، فإنّ قرابة 600 منزل هُدمت بشكل كامل في المخيم، فيما تضررت بقية المنازل بشكل جزئي وأصبحت غير صالحة للسكن.
كما تشهد مدينة جنين أضراراً كبيرة في المنشآت والمنازل والبنية التحتية، خصوصاً في الحي الشرقي وحي الهدف.
ولا تزال عائلات المخيم، إضافة إلى مئات العائلات من المدينة ومحيطها، مجبرة على النزوح القسري حتى الآن، إذ تشير بلدية جنين إلى أن عدد النازحين من المخيم والمدينة تجاوز 22 ألفاً، وهو ما يشكل 23% من إجمالي عدد سكان المدينة والمخيم.
اقتحام الأقصى
في غضون ذلك، اقتحم 250 مستوطناً، اليوم الثلاثاء، باحات المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وأفاد شهود عيان بأن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى على شكل مجموعات، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوساً تلمودية، بحماية قوات الاحتلال.
وبالتوازي مع حرب الإبادة في قطاع غزة، صعّد جيش الاحتلال والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد 969 فلسطينياً على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال ما يزيد على 17 ألفاً، وفق معطيات فلسطينية.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة في غزة، خلّفت أكثر من 174 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.