وأنذر متحدث جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، في بيان عسكري، اليوم الثلاثاء، فلسطينيي مدينة رفح جنوبي القطاع بضرورة إخلاء أماكنهم.
وقال أدرعي إنه على "سكان غزة الموجودين في مناطق رفح: بلديات النصر، والشوكة، والمناطق الإقليمية الشرقية والغربية، وأحياء السلام: المنارة، وقيزان النجار.. نكرر إنذاراتنا وتحذيراتنا العاجلة.. انتبهوا!".
وادّعى أدرعي أنه "من أجل سلامتكم عليكم الانتقال بشكل فوري إلى مراكز الإيواء في منطقة المواصي، غربي مدينة خان يونس، جنوبي القطاع"، في حين لا توجد في غزة أماكن إيواء.
وفي وقت سابق الثلاثاء، نشر أدرعي بياناً عسكرياً أنذر من خلاله "سكان مناطق شمال قطاع غزة بضرورة إخلاء أماكنهم والانتقال لمراكز الإيواء".
وقال: "تحذير جديد إلى جميع سكان قطاع غزة الموجودين في مناطق بيت حانون، ومشروع بيت لاهيا، والشيخ زايد، وأحياء المنشية، وتل الزعتر، هذا إنذار مسبق وأخير قبل الغارة!".
تفاقم المجاعة
في سياق تفاقم الوضع الإنساني في القطاع، أدان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، منع إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية والوقود إلى قطاع غزة، مما أدى إلى توقف جميع المخابز عن العمل.
وقال المكتب في بيان، اليوم الثلاثاء: "أقدم الاحتلال الإسرائيلي على ارتكاب جريمة جديدة بحق أكثر 2.4 مليون إنسان فلسطيني في القطاع، عبر منعه التام لإدخال الطحين والمساعدات الإنسانية والوقود على مدار شهر كامل، مما أدى إلى توقف جميع المخابز بشكل تام، وتعميق أزمة المجاعة التي تهدد حياة المدنيين".
وحمَّل إسرائيل والإدارة الأمريكية "المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة النكراء"، داعياً المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والإنسانية إلى التدخل العاجل والفوري لوقف هذه الجريمة.
وفي وقت سابق اليوم، قال رئيس جمعية أصحاب المخابز في غزة (غير حكومية) عبد الناصر العجرمي، إن جميع المخابز المدعومة من برنامج الأغذية العالمي توقفت عن العمل بعد نفاد كميات الدقيق والسكر والملح والخميرة والسولار جراء الإغلاق الإسرائيلي المتواصل للمعابر.
وفي 2 مارس/آذار الماضي، أغلقت إسرائيل معابر قطاع غزة أمام دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية للقطاع، مما تسبب في تدهور غير مسبوق في الأوضاع الإنسانية، وفق ما أكدته تقارير حكومية وحقوقية محلية.
وطالب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، عبر بيانه، "أحرار العالم باتخاذ موقف واضح والوقوف جانب الشعب الفلسطيني لإنقاذ أرواح الأبرياء من براثن الجوع والموت البطيء على يد الاحتلال الإسرائيلي".
وقال إن "هذا الإجراء الإجرامي (التسبب في إغلاق المخابز) يهدف إلى استكمال فصول الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، التي يمارسها الاحتلال ضد شعبنا الفلسطيني، من خلال سياسات التجويع الممنهجة وحرمان المواطنين من أبسط حقوقهم الإنسانية، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف".
لكنه شدد على أن "الحصار الخانق لن يكسر إرادة شعبنا الفلسطيني، ولن يدفعه إلى التخلي عن حقوقه المشروعة، بل يزيده صلابة وصموداً في وجه آلة القمع والإبادة"، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني "سيبقى رغم كل محاولات الإبادة، متمسكاً بأرضه، رافضاً كل أشكال الاحتلال والعدوان".
والأحد، توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتصعيد الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وتنفيذ مخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، لتهجير الفلسطينيين.
ومنذ استئنافها الإبادة الجماعية في غزة في 18 مارس/ آذار الماضي، قتلت إسرائيل حتى ظهر الاثنين 1001 فلسطيني، وأصابت 2359 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، وفق وزارة الصحة في القطاع.
وبدعمٍ أمريكي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، خلَّفت أكثر من 164 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.