ومساء السبت هاجم نتنياهو قطر في منشور عبر حساب رئاسة الوزراء على منصة إكس، وقال: "حان الوقت لتتوقف لقطر عن اللعب على الحبلين وعن خطابها المزدوج"، على حد زعمه.
وقال متحدث الخارجية ماجد الأنصاري في بيان عبر منصة إكس، إن "تصوير استمرار العدوان على غزة كدفاع عن التحضّر، يُعيد إلى الأذهان خطابات أنظمة عبر التاريخ استخدمت شعارات زائفة لتبرير جرائمها بحق المدنيين الأبرياء".
ولفت الأنصاري إلى أنّ قطر عملت "منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة، بالتنسيق مع شركائها، على دعم جهود الوساطة الهادفة إلى وقف الحرب وحماية المدنيين وضمان الإفراج عن الرهائن".
وتساءل: "هل أُفرجَ عمَّا لا يقل عن 138 رهينة عبر العمليات العسكرية التي توصف بـ(العدالة)، أم عبر الوساطة التي تُنتقد اليوم وتُستهدف ظلماً؟".
وأشار متحدث الخارجية القطرية إلى أن الشعب الفلسطيني في غزة "يعيش واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث".
ولفت إلى ما يعانونه "من حصار خانق وتجويع ممنهج، وحرمان من الدواء والمأوى، إلى استخدام المساعدات الإنسانية سلاحاً للضغط والابتزاز السياسي”، متسائلاً: “فهل هذا هو (التحضُّر) الذي يُراد تسويقه؟".
وأكد الأنصاري أن "السياسة الخارجية لدولة قطر المبنية على المبادئ، لا تتعارض مع دورها وسيطاً نزيهاً موثوقاً"، مشدّداً على أن الدوحة "لن تثنيها حملات التضليل والضغوط السياسية عن الوقوف إلى جانب الشعوب المظلومة، والدفاع عن حقوق المدنيين بغضّ النظر عن خلفياتهم، وعن القانون الدولي بلا تجزئة أو انتقائية".
وأوضح أن قطر "تواصل عملها الوثيق مع كل من جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية من أجل التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، والدفع نحو سلام عادل ودائم يقوم على قيم العدالة والإنسانية، لا على العنف والمعايير المزدوجة".
وتابع: "تؤكد دولة قطر مجدداً إيمانها الراسخ بأن السلام الحقيقي لا يتحقق إلا من خلال تسوية عادلة وشاملة، تستند إلى قرارات الشرعية الدولية، وتنهي الاحتلال، وتكفل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".
ويواصل نتنياهو منذ شهور مهاجمة قطر سراً وعلناً، برز هذا في فبراير/شباط الماضي حين اتهمها خلال مقابلة مع قناة "14" العبرية الخاصة بأنها "تحرّض" العالَمين العربي والإسلامي على إسرائيل من خلال قناة الجزيرة.
وفي تسجيلات مسرَّبة نُشرت في يناير/كانون الثاني 2024، وصف نتنياهو قطر خلال اجتماع مع عائلات الأسرى بأنها "أكثر إشكالية" من الأمم المتحدة والصليب الأحمر، رغم أن الدوحة كانت وسيطاً في إحراز تقدم ملموس في ملف تبادل الأسرى بين تل أبيب وحماس.
كما اتهم نتنياهو قطر سابقاً بأنها لا تبذل جهوداً كافية للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة.
وإلى جانب مصر، تقود قطر منذ بداية حرب الإبادة على قطاع غزة في 2023، وساطة لإنهائها، ونجحت مرتين في التوصل إلى هدنة، الأولى في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، والثانية في يناير/كانون الثاني 2025، أُفرِجَ خلالهما عن أسرى من الجانبين وسُمِح بإدخال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة.
وفي مطلع مارس/آذار الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/كانون الثاني 2025، بوساطة مصرية-قطرية ودعم أمريكي، والتزمته الحركة الفلسطينية.
لكن نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية تَنصَّل من بدء مرحلته الثانية واستأنف الإبادة بغزة في 18 مارس/آذار الماضي، استجابة للجناح الأشد تطرُّفاً في حكومته اليمينية، لتحقيق مصالحه السياسية، وفق إعلام عبري.
وبدعم أمريكي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، جرائم إبادة في غزة خلّفَت أكثر من 170 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل.