وأشارت ميلوني في مؤتمر صحفي عقدته مع الرئيس أردوغان في العاصمة روما، اليوم الثلاثاء، مع ختام اجتماع القمة الحكومية الرابعة بين البلدين، إلى أن العلاقات مع تركيا تتجاوز الناحية الاقتصادية بكثير.
ولفتت إلى أن تركيا وإيطاليا دولتان حليفتان في إطار حلف شمال الأطلسي "الناتو" وفي سياق السيناريو الأوروبي–المتوسطي. وشددت على وجود علاقات جيدة بين إيطاليا وتركيا ما يجعلها الرقم واحد في البحر المتوسط.
وقالت: "حطمنا رقماً قياسياً بحجم تجارتنا الخارجية الذي تجاوز 30 مليار دولار في العام 2024، وحققنا أرقاماً مهمة بزيادة بلغت 28% في الفترة الأخيرة".
وأوضحت ميلوني أنهم يهدفون إلى الوصول إلى 40 مليار دولار حجم تجارة ثنائية في الفترة المتوسطة، مؤكدة ضرورة العمل كثيراً من أجل تحقيق ذلك.
ولفتت إلى أن زعيمي البلدين يثقان بقدرات الشركات التركية والإيطالية، مشيدة بنجاحات شركة "بايكار" التركية المنتجة للطائرات المسيرة.
وذكرت أن البلدين شريكان استراتيجيان في مجال الطاقة وخاصة الغاز الطبيعي، مشيرة إلى أن هناك رغبة بالتعاون في مجالات مثل الطاقة المتجددة والفضاء والقطارات فائقة السرعة والأصول الثقافية والآثار.
وبيّنت أنها ناقشت مطولاً مع الرئيس أردوغان الأزمات الجيوسياسية، معربة عن شكرها له إزاء جهود الوساطة التي بذلها في أوكرانيا.
وأكدت ميلوني دعم إيطاليا للجهود الرامية إلى إعادة الإعمار والسلام الدائم في كل من غزة وسوريا وليبيا، وأشارت إلى أن بلادها بالاشتراك مع تركيا اتخذت تدابير جيدة للغاية فيما يتعلق بالهجرة، مبينة أن الهجرة غير النظامية القادمة من تركيا انخفضت إلى الصفر.
وأردفت: "تبادلنا وجهات النظر حول الوضع المأساوي المتزايد في الشرق الأوسط، وخاصة في غزة، وتدعم إيطاليا مبادرات الدول العربية التي تسعى ليس فقط إلى وضع خطة لإعادة إعمار قطاع غزة، بل أيضاً إلى إقامة إطار دائم للسلام والأمن على المستوى الإقليمي".
وشددت رئيسة الوزراء الإيطالية على ضرورة ضمان انتقال ديمقراطي في سوريا يشمل بشكل كامل جميع شرائح المجتمع، بما في ذلك الأقليات العرقية والدينية. كما رأت أنه من المهم تشجيع إنعاش الاقتصاد السوري لضمان عودة اللاجئين إلى ديارهم بشكل طوعي وآمن ومستدام.
وفي 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، أكملت فصائل سورية سيطرتها على البلاد، منهية 61 عاماً من حكم حزب البعث، و53 سنة من سيطرة عائلة الأسد، بينها 24 عاماً تولى خلالها بشار الأسد الرئاسة (2000-2024).
وأكدت ميلوني ضرورة عدم التراجع عن مكافحة الإرهاب، التي تتعاون فيها إيطاليا وتركيا بالفعل بشكل فعال، معرباً عن رغبة بلادها في تعزيز ذلك أكثر.