وقال قائد منطقة القدس في هيئة الإطفاء والإنقاذ الإسرائيلية شموئيل فريدمان، الأربعاء، إن الحرائق الحالية بين القدس وتل أبيب قد تكون الأكبر التي تشهدها البلاد على الإطلاق.
وأضاف فرديمان: "نواجه ربما أكبر حريق شهدته البلاد. ليس لدينا فكرة عن سبب الحريق، ولا ننشغل بذلك. يمكنني القول إنه في أثناء الحريق كانت هناك عدة حرائق أخرى في نقاط مختلفة". وأردف: "النيران غيرت اتجاهها في الساعة الأخيرة واتجهت نحو الشرق. هي الآن أكثر هدوءاً لكنها من المتوقع أن تشتد قريباً مع رياح تصل سرعتها إلى 90-100 كلم/ ساعة".
وقال قائد فريق الإطفاء الإسرائيلي في القدس "ما زلنا بعيدين عن السيطرة على الحريق الهائل"، فيما أعلنت سلطة الإطفاء الإسرائيلية أنه "في أحسن الأحوال قد نتمكن من السيطرة على الحرائق صباح الخميس".
وأصيب قائد سلطة الإطفاء والإنقاذ الإسرائيلية إيال كاسبي، بحروق بعد اشتعال النيران في ملابسه، خلال مشاركته في عمليات إخلاء من حرائق واسعة شهدتها إسرائيل الأربعاء.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إن كاسبي أصيب بحروق طفيفة عندما وصل إلى الطريق "رقم 1" بين القدس وتل أبيب مع فرق الإطفاء والإنقاذ.
وأصدر وزير الدفاع تعليمات لقيادة الجيش بنشر قوات لمساعدة أجهزة الإطفاء على التعامل مع الحرائق المستعرة. وقالت وسائل إعلام عبرية إن فرق إطفاء محاصرة بالنيران غرب القدس بسبب اشتداد الرياح. وأفادت تقارير بأن الحرائق تحاصر جنود الاحتلال الإسرائيلي في إحدى القواعد العسكرية غربي القدس.
وقال وزير الأمن القومي الإسرائيلي ايتمار بن غفير إن الحرائق يقف خلفها فلسطينيون وشدد على ضرورة إعدامهم.
وذكرت صحيفة معاريف العبرية أن تكاليف إعادة الإعمار بعد الحرائق قد تصل إلى عشرات الملايين من الشواقل. فيما قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن حرائق الغابات غرب القدس التهمت 12 ألف دونم حتى الآن.
مناشدة للمساعدة
ومع استمرار فرق الإطفاء بمحاولات السيطرة على الحرائق المستعرة جراء الرياح القوية، ناشد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، عدداً من الدول الأوروبية وغيرها تقديم المساعدة الدولية في مكافحة الحرائق. وأعلن حالة "الطوارئ الوطنية"، ووجّه الجيش بنشر قواته لدعم طواقم الإطفاء بمواجهة الحرائق المشتعلة في منطقة جبال القدس.
وحسب القناة 12 العبرية الخاصة، توجه ساعر، إلى بريطانيا، وفرنسا، وجمهورية التشيك، والسويد، والأرجنتين، وإسبانيا، ومقدونيا الشمالية وأذربيجان.
من جانبها، قالت وزيرة المواصلات الإسرائيلي ميري ريغيف، إن طائرات الإطفاء لن تصل من اليونان حالياً لأنها تستعد هي الأخرى لاندلاع حرائق، وفق المصدر ذاته.
كما أصدرت ريغيف، توجيهاتها بالتأهب لتشغيل القطارات بمحركات الديزل بدلاً من الكهرباء بسبب الخشية من أن تطول الحرائق شبكة الكهرباء، وفق إذاعة الجيش الإسرائيلي.
وأفادت صحيفة "هآرتس" بتوقف حركة القطارات بين القدس ومطار بن غوريون (وسط) وبين بنيامينا وحيفا (شمال) وفي محطات موديعين (وسط) جراء الحرائق.
في سياق متصل، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بيان إنه "وجّه مجلس الأمن القومي بقيادة جهود المساعدة الدولية بطائرات مكافحة الحرائق، بالتعاون مع وزارة الأمن القومي ووزارة الخارجية". وأضاف: "تواصلت وزارة الخارجية مع الدول في الدائرة القريبة، بما في ذلك اليونان وقبرص وكرواتيا وإيطاليا وبلغاريا".
وتابع: "تنسق وزارة الأمن القومي ووزارة الخارجية وإدارة الإطفاء لاستيعاب المساعدات وفقاً لتقييم الوضع المحدث. وتعمل جميع الجهات المعنية على ضمان وصول المساعدات الدولية في أسرع وقت ممكن".
وأردف: "من المتوقع أن تبدأ عمليات المساعدات الدولية اعتباراً من يوم الخميس في ضوء القيود التي تواجهها طائرات مكافحة الحرائق في التحليق ليلاً".
وحتى الساعة 18:00 (ت.غ)، لم تعلن السلطات الإسرائيلية عن أسباب اندلاع الحرائق، ورغم ذلك قالت هيئة البث العبرية الرسمية، إن الشرطة اعتقلت شخصاً من القدس الشرقية دون كشف هويته "خلال محاولته افتعال حرائق بالمنطقة"، لافتة إلى أن جهاز الأمن العام (شاباك) يشارك في التحقيقات.
وأدت الحرائق التي لا تزال مشتعلة في 9 مناطق بين القدس وتل أبيب إلى إصابة 22 شخصاً على الأقل، جراء استنشاق الدخان، وإخلاء 10 مستوطنات، فيما رفعت سلطة الإطفاء الإسرائيلية حالة التأهب إلى أعلى مستوى، وطلبت السلطات المساعدة من عدة دول هي اليونان وكرواتيا وإيطاليا وقبرص الرومية والمجر.
وجاءت هذه التطورات في ظل ارتفاع كبير في درجات الحرارة مصحوب برياح قوية، ما أدى إلى اتساع رقعة الحرائق في المناطق الحرجية بين القدس وتل أبيب، حسب هيئة الأرصاد التي حذّرت من استمرار انتشار النيران خلال الساعات القادمة.
وتزامناً مع ذلك، شهدت إسرائيل أيضاً، الأربعاء، عواصف رملية حاجبة للرؤية في بعض مناطق الجنوب. وبثت وسائل إعلام عبرية مقاطع فيديو تظهر عاصفة رملية قوية اجتاحت منطقة بئر السبع في صحراء النقب (جنوب).