جاء ذلك في كلمة خلال مراسم إحياء الذكرى السنوية لمصرع الرئيس الإيراني الأسبق إبراهيم رئيسي ومرافقيه في حادث تحطم مروحية في 19 مايو/أيار 2024.
وتعليقاً على مفاوضات بلاده مع الولايات المتحدة، قال خامنئي: "أكد الشهيد رئيسي صراحةً أنه لن يتفاوض مباشرة مع الولايات المتحدة. بالطبع، جرت محادثات غير مباشرة خلال فترة حكم الشهيد رئيسي، لكنها لم تُحقق أي نتائج".
وأضاف: "لا نعتقد أنّ المفاوضات غير المباشرة مع واشنطن (الحالية) ستفضي إلى نتيجة ولا نعلم ما سيحدث". وأضاف أن “على واشنطن التوقف عن تقديم مطالب فظيعة في المفاوضات."
وفيما يتعلق بطلب الولايات المتحدة إجراء مفاوضات مباشرة وإصرار إيران على المفاوضات غير المباشرة، قال خامنئي: "السبب وراء إصرار الولايات المتحدة على المفاوضات المباشرة هو الادعاء بأنها تمكنت من جلب إيران إلى طاولة المفاوضات من خلال التهديد والخداع".
وأكد خامنئي مجدداً موقفه الرافض للمفاوضات المباشرة، وحذر من أنه ينبغي على الجانب الأمريكي أن يوقف تصريحاته التي وصفها بـ"التُرهات" تجاه المفاوضات غير المباشرة، موضحاً أن القول بإن أمريكا لن تسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم هو خطأ كبير، مؤكداً أن بلاده لا تنتظر الإذن من "هذا أو ذاك" للتخصيب.
وأمس الاثنين، قال مجيد تخت روانجي، نائب وزير الخارجية الإيراني: “إن المحادثات ستفشل إذا أصرت واشنطن على أن تمتنع طهران عن تخصيب اليورانيوم محلياً”.
وتأتي هذه التصريحات في ظل استمرار عملية التفاوض بين طهران وواشنطن بشأن الملف النووي، إذ تسعى إيران إلى رفع العقوبات المفروضة عليها مقابل الحد من بعض أنشطتها النووية، بما لا يمس بحقها في الاستخدام السلمي للطاقة الذرية.
وكان المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، أدلى بتصريحات لقناة "أي بي سي نيوز"، قال فيها: "تخصيب اليورانيوم خط أحمر واضح جداً جداً بالنسبة إلى إدارة ترمب. لا يمكننا السماح بذلك، لأن التخصيب يُمكّن من التسليح".
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الأسبوع الماضي إن على طهران "التحرك بسرعة وإلا سيحدث أمر سيئ".
يُذكر أن الولايات المتحدة ألمحت سابقاً إلى إمكانية القبول بتخصيب منخفض النسبة من قبل إيران، إلا أن موقفها الأخير يشير إلى تشدد أكبر في هذا الملف، وسط تباعد في المواقف بين الطرفين.
وفي 11 مايو/أيار الجاري، انتهت جولة رابعة من المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة في سلطنة عمان، وبينما وصفت طهران تلك الجولة بأنها "صعبة، ولكنها مفيدة" اعتبرتها واشنطن "مشجعة".
وتأتي هذه التطورات في ظل جمود طويل في المفاوضات النووية بين إيران والقوى الغربية، منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق في 2018، وسط محاولات متكررة لإعادة إحيائه بشروط جديدة من الجانبين.