جاء ذلك إثر اشتباكات مسلحة شهدها حي جرمانا، جنوبي العاصمة دمشق، على خلفية ما قالت وزارة الداخلية إنه "إساءة وتحريض".
جاء ذلك في بيان مشترك قالا فيه: "إن مقام مشيخة عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز تتقدم لإخوتها في الله بخالص المحبة والتقدير والإيمان، مؤكدةً أن موقفها الوطني والديني عبر التاريخ لم يكن يوماً إلا جنباً إلى جنب مع أبناء الوطن الواحد، وشعارها الدين الله والوطن للجميع".
وأكد البيان أن مشيخة العقل "واثقة بأن سوريا؛ بوحدة شعبها وأراضيها، قويّة وعصيّة على المؤامرات، وهي من أصحاب الثوابت الوطنية والاجتماعية والدينية الإنسانية"، ورأى أن "الأصوات النشاز التي ظهرت للمساس بالرسول الأكرم قد نفحت سمومها الفتنوية".
وأوضح البيان أن تلك الأصوات "مأجورة من أعداء الوطن والدين بغية التقسيم والتجزئة والتشرذم وتفكيك البنية الوطنية السورية الواحدة (...)"، وأضاف أن "كل من يصرح ويطول الرموز الدينية يتحمل العقوبة المجزية ويمثِّل نفسه، ولا يمكن أن يمثِّل رأي الجماعة من أبناء الطائفة المعروفية (الدرزية)".
وأردف البيان: "وطننا يتعرض لفتنة كبرى، والفتنة نائمة لعن الله من أيقظها، وأمام أصوات الفتن والخلافات لا بد لنا من الاحتكام إلى لغة الإيمان والعقل، وما يجمع شملنا لمواجهة القادم من تداعيات إقليمية ودولية".
وشدد على أن "الوطن بحاجة إلى أهله، وأبنائه، واللعنة والخزي على من تسوِّل نفسه العبث بوحدتنا الدينية الوطنية من الفاسدين والمارقين الذين يعبثون قتلاً وتدميراً وفتنةً".
يأتي البيان في أعقاب اشتباكات متقطعة لمجموعات مسلحة في حي جرمانا، جنوبي العاصمة دمشق، قالت وزارة الداخلية السورية إنها وقعت على "خلفية انتشار مقطع صوتي يتضمن إساءةً إلى النبي الكريم محمد، عليه الصلاة والسلام، وما تلاه من تحريض وخطاب كراهية على مواقع التواصل الاجتماعي".
وأشارت الوزارة في بيان سابق إلى أن الاشتباكات "أسفرت عن وقوع قتلى وجرحى (لم تحدد عددهم)، من بينهم عناصر من قوى الأمن المنتشرة في المنطقة"، ولفتت إلى "فرض طوق أمني حول المنطقة لمنع تكرار أي حوادث مشابهة".
وأكدت الداخلية السورية في بيانها، الحرص على "ملاحقة المتورطين ومحاسبتهم وفق القانون، مع استمرار التحقيقات لكشف هوية صاحب المقطع الصوتي المسيء إلى نبينا محمد، عليه الصلاة والسلام"، وشددت على أنها لن تتساهل في "تقديم كل من ساهم في إثارة الفوضى وتقويض الاستقرار، إلى العدالة".
وفي وقت سابق الثلاثاء، ذُكر أن مجموعات درزية فتحت النار على قوات الأمن الحكومية بالأسلحة الثقيلة في حي جرمانا، الواقع على بُعد نحو 8 كيلومترات من مركز دمشق، ما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 8 آخرين.
وفي 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، أكملت فصائل سورية سيطرتها على البلاد، منهيةً 61 عاماً من حكم حزب البعث، و53 سنة من سيطرة عائلة الأسد، بينها 24 عاماً تولَّى خلالها بشار الأسد الرئاسة (2000-2024).