وقال مكتب نتنياهو في بيان: "إسرائيل توافق على المقترح الأمريكي لإعادة المختطفين (الأسرى)، المبنيّ على مخطط (ستيف) ويتكوف مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترمب".
وأضاف أنه "جرى نقل هذا الاقتراح مؤخراً إلى حماس عبر الوسطاء، لكنها حتى الآن ما زالت ترفضه"، على حد ادعائه.
والخطوط العامة لهذا المقترح، وفق إعلام عبري، تتضمن إطلاق سراح عشرة أسرى إسرائيليين أحياء في يوم واحد، وتسليم جثامين نصف الأسرى القتلى، مقابل وقف إطلاق نار في غزة لمدة 60 يوماً.
وأضاف مكتب نتنياهو: "بعد نحو أسبوع من الاتصالات المكثفة في الدوحة، سيعود فريق المفاوضات الرفيع -الذي يضم مسؤولين من الجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك) ومكتب نتنياهو- إلى البلاد للتشاور، فيما ستبقى في الدوحة الطواقم الفنية".
ونقلت القناة "13" عن مصدر إسرائيلي لم تسمِّه، أنه سيعود إلى تل أبيب كبار أعضاء فريق التفاوض غال هيرش، وأوفير فالك المستشار السياسي لنتنياهو، ومسؤول كبير في "الشاباك" يُشار إليه بـ"م". فيما ستُبقي تل أبيب في الدوحة على ممثلين من المؤسسة الأمنية، لعدم إغلاق الباب أمام أي إمكانية للتقدّم في المفاوضات، حسب القناة.
وتقدِّر تل أبيب وجود 58 أسيراً إسرائيلياً في غزة، منهم 20 أحياء، فيما يقبع في سجونها أكثر من 10 آلاف و100 فلسطيني يعانون تعذيباً وتجويعاً وإهمالاً طبياً، أودى بحياة عديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية. في المقابل تتمسك حماس بأن تلتزم إسرائيل بإنهاء الحرب، حسب ما نقلته القناة "13" العبرية عن مصادر مطّلعة على المفاوضات، قالت إن الوفد الإسرائيلي، حسب التفويض الممنوح له من القيادة السياسية، يرفض الالتزام بإنهاء الحرب.
حماس: نتنياهو يضلل الرأي العام
وفي وقت سابق الثلاثاء، انتقدت حماس في بيان استمرار وجود وفد التفاوض الإسرائيلي في الدوحة "رغم ثبوت افتقاره إلى أي صلاحية للتوصّل إلى اتفاق". وقالت إنها تَعدُّ هذا الوضع "محاولة مكشوفة من نتنياهو لتضليل الرأي العام العالمي، والتظاهر الكاذب بالمشاركة في العملية التفاوضية".
ومراراً، أكدت حماس استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعةً واحدةً"، مقابل إنهاء حرب الإبادة وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة والإفراج عن أسرى فلسطينيين.
لكنَّ نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، يتهرَّب عبر التمسك باستمرار احتلال غزة ونزع سلاح الفصائل الفلسطينية، وهو ما ترفضه الأخير ما دام الاحتلال الإسرائيلي مستمراً.
وتتهم المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى نتنياهو بمواصلة الحرب، استجابةً للجناح اليميني الأكثر تطرفاً في حكومته، لتحقيق مصالحه السياسية الشخصية، لا سيما الاستمرار في السلطة.
ومدعياً أنها "رفضت مقترحاً مطروحاً"، وجَّه رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير، تهديدات لحماس. وقال زامير، في بيان مساء الثلاثاء: "حماس ستدفع ثمن تعنتها"، على حد تعبيره.
وأضاف: "ستواجه حماس قوة نارية هائلة، وسنوسّع المناورة (حرب الإبادة)، وسنحتل مناطق أخرى". كما تطرق إلى تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها زعيم حزب "الديمقراطيين" المعارض يائير غولان.
وقال غولان لهيئة البث العبرية الرسمية صباح الثلاثاء، إن "الدولة العاقلة لا تشن حرباً على المدنيين، ولا تقتل الأطفال كهواية، ولا تنتهج سياسة تهجير السكان". وادعى زامير أنه "لا أساس من الصحة لأي تصريح يشكك" فيما زعم أنها "أخلاقية أفعالنا ومقاتلينا".
ومدافعاً عن تصريحاته بعدما أثارت ضده انتقادات مسؤولين إسرائيليين، أكد غولان مساء الثلاثاء، أنه عندما يحتفل وزراء حكومة نتنياهو "بموت وتجويع الأطفال" الفلسطينيين في غزة فإنه يجب التحدث عن الأمر.
وترتكب إسرائيل بدعمٍ أمريكي مطلق، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في غزة، خلَّفت أكثر من 175 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إلى جانب مئات آلاف النازحين. وتحاصر غزة منذ 18 عاماً، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل نحو 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.
ويعاني القطاع الفلسطيني مجاعة؛ جراء إغلاق تل أبيب المعابر في وجه آلاف الشاحنات المحملة بمساعدات إنسانية متكدسة على الحدود منذ 2 مارس/آذار الماضي؛ ما أودى بحياة مدنيين بينهم أطفال.