وقالت الخارجية، في بيان: "نُدين بأشدِّ العبارات إطلاق جنود إسرائيليين النار على مجموعة من الدبلوماسيين، بينهم مسؤول من القنصلية العامة التركية في القدس، في أثناء زيارتهم لجنين".
وأوضح البيان أن "الهجوم، الذي عرّض حياة الدبلوماسيين للخطر، دليل آخر على استخفاف إسرائيل الممنهج بالقانون الدولي وحقوق الإنسان"، مشيراً إلى أنه يُشكّل تهديداً خطيراً ليس فقط لسلامة الأفراد، بل "أيضاً للاحترام والثقة المتبادلين اللذين يُشكّلان أساس العلاقات بين الدول".
وطالبت الخارجية التركية بضرورة التحقيق في الحادثة بلا تأخير، ومحاسبة المسؤولين عنها، داعيةً المجتمع الدولي إلى "إدانة هذا العمل الخطير بأشد العبارات الممكنة، واتخاذ خطوات ملموسة لوضع حدّ لإفلات إسرائيل من العقاب".
وتعد إسرائيل طرفاً في اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961، التي تنص على ضمان أمن الدبلوماسيين الأجانب جميعاً.
ومحاولاً تبرير هذا الانتهاك، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، عبر إكس: "عند تنسيق دخول وفد دبلوماسي إلى جنين مُنح أعضاؤه مساراً معتمداً يجب اتّباعه، لوجودهم في منطقة قتال نشطة"، وادّعى أن "الوفد انحرف عن مساره، ووصل إلى منطقة ممنوع البقاء فيها، وأطلقت قوة تابعة للجيش الإسرائيلي طلقات تحذيرية، ولم تقع أضرار أو إصابات”.
كان الوفد، ويضم 25 دبلوماسياً، في جولة ميدانية بمحافظة جنين، للاطلاع على الأوضاع الإنسانية فيها.
ومنذ 21 يناير/كانون الثاني 2025، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدواناً عسكرياً شمالي الضفة، استهلَّه بمدينة جنين ومخيمها وبلدات في محيطهما، ثم وسّعه إلى مدينة طولكرم في 27 من الشهر نفسه.
وأسفر العدوان المستمر على طولكرم ومخيميها (طولكرم، ونور شمس) عن استشهاد 13 فلسطينياً، وإصابة واعتقال العشرات، ونزوح أكثر من 4 آلاف و200 عائلة من المخيمين، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا".
كما تسبَّب هذا العدوان، حسب الوكالة، في تدمير 400 منزل بشكل كامل و2573 بشكل جزئي، وألحق دماراً شاملاً بالبنية التحتية والمتاجر.
وبالتوازي مع حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد 969 فلسطينياً على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، واعتقال ما يزيد على 17 ألف شخص، وفق معطيات فلسطينية.
وترتكب إسرائيل بدعمٍ أمريكي مطلق، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في غزة، خلَّفت أكثر من 175 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إلى جانب مئات آلاف النازحين.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، عاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.