ودعا أولمرت، في تصريحات لإذاعة "103 إف إم" المحلية، إلى ضرورة "وضع حد لتجاوزات الحكومة وغطرستها"، مشيراً إلى أن السياسة التي يقودها بن غفير وسموتريتش تسبّب كارثة لإسرائيل، وستؤدي إلى عزلتها ونبذها دولياً.
وعندما سُئل عن إمكانية أن يكونا "إرهابيين"، أجاب أولمرت: "نعم، بالتأكيد إرهابيان". وانتقد أولمرت الحرب على غزة، واصفاً إياها بأنها "حرب بلا هدف وبلا أمل في النجاح، مجرد خداع وتباهٍ متعجرف لا أساس له".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل هجوماً واسعاً على قطاع غزة، شمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف الحرب. وقد أسفرت هذه العمليات، بدعم أمريكي، عن استشهاد وإصابة أكثر من 175 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات الآلاف من النازحين، بينما تفشت المجاعة بشكل واسع.
وأوضح أولمرت أن ما يحدث هو "أفعال تؤدي إلى فقدان المحتجزين في غزة، وأسفرت عن مقتل جنود إسرائيليين وإصابة عدد كبير من الفلسطينيين"، مشيراً إلى أن استمرار المعارك من دون هدف حقيقي يعني إما إنقاذ الرهائن أو فقدانهم، ولكن لا يوجد أي أمل في النجاح.
من جانبه، رد بن غفير على تصريحات أولمرت، معتبراً أنه "لا غرابة أن يصف أولمرت، المجرم المدان، الوزراء بالإرهابيين". وأضاف أنه "من الأفضل للسجين المُفرج عنه أن يعيد تأهيل نفسه ويتوقف عن ترديد الهراء على الهواء".
يذكر أن أولمرت قضى 16 شهراً في السجن إثر إدانته في قضايا فساد، ليكون أول رئيس حكومة يدخل السجن في إسرائيل بتهمة الفساد، في وقت يواجه فيه رئيس الحكومة الحالي بنيامين نتنياهو محاكمة بتهم فساد أيضاً.
وتواجه حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة انتقادات محلية حادة، تشمل المسؤولية عن عزلة إسرائيل دولياً وزيادة الكراهية لها. وأكد أولمرت في تصريحات له مساء الأربعاء أن إسرائيل ترتكب جرائم حرب ليس فقط في غزة، بل أيضاً في الضفة الغربية المحتلة، حيث يتعرض الفلسطينيون هناك للاعتداءات المتزايدة من الجيش الإسرائيلي والمستوطنين.
من جهة أخرى، أشار رئيس حزب "الديمقراطيين" المعارض يائير غولان، في تصريحات يوم الثلاثاء، إلى أن الحكومة "تقتل الأطفال الفلسطينيين كهواية"، مؤكّداً ضرورة الحديث عن هذا الواقع عندما "يحتفل الوزراء بموت وتجويع الأطفال".
وذكرت هيئة البث العبرية الرسمية أن إسرائيل تعيش أزمة دبلوماسية غير مسبوقة بسبب تصعيدها الحرب على غزة، موضحة أن ما يجري يعد بمنزلة "تسونامي دبلوماسي".
وفي 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتين لاعتقال رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
وتستمر إسرائيل في احتلال أراض في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها أو إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل حرب 1967.