وأعلنت وزارة الصحة في غزة، الأربعاء، ارتفاع حصيلة الضحايا الفلسطينيين لحرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية إلى 53 ألفاً و655 شهيداً، و121 ألفاً و950 مصاباً منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقالت الوزارة في تقريرها الإحصائي اليوم: "وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 82 شهيداً، و262 مصاباً خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية". وذكرت أن "حصيلة الشهداء والإصابات منذ (استئناف إسرائيل الإبادة) في 18 مارس/آذار 2025، بلغت 3 آلاف و509 شهداء، و9 آلاف و909 مصابين".
وارتفع عدد الفلسطينيين الذين قتلهم جيش الاحتلال في عدة مجازر في قطاع غزة، منذ فجر الأربعاء، إلى 51 شهيداً، بينهم نساء وأطفال، في تصعيد شمل استهداف "مستشفى العودة" ضمن الإبادة الإسرائيلية المستمرة ضد القطاع منذ 20 شهراً.
وقالت مصادر طبية وأخرى في الدفاع المدني إن الهجمات الإسرائيلية طالت منازل في شمال ووسط وجنوب القطاع، فيما لا تزال طواقم الدفاع المدني والطواقم الطبية تبحث عن مفقودين تحت الأنقاض.
وفي أحدث الغارات، استُشهد 6 فلسطينيين جراء قصف بطائرة مسيرة استهدف تجمعاً للمواطنين بشارع النفق في مدينة غزة، حسب مصادر طبية. كما أعلنت إدارة "مستشفى العودة" في تل الزعتر بمخيم جباليا، شمالي القطاع، أن قصفاً مدفعياً إسرائيلياً استهدف الطابق الثالث من المستشفى، دون أن توضح حجم الأضرار أو ما إذا كانت هناك إصابات بشرية.
وخلال الساعات الماضية، أفادت المصادر الطبية بأن فرق الإنقاذ من الدفاع المدني انتشلت 15 جثماناً من تحت أنقاض منازل تعرضت للقصف الليلة الماضية.
إلى ذلك، قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة في بيان، إن الاحتلال يواصل، ولليوم الثالث على التوالي، منع دخول شاحنات المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى غزة، في انتهاك صارخ لما أعلنه سابقاً من التزامات وتعهدات.
يأتي ذلك في وقت ادَّعت إسرائيل أنها سمحت بدخول 93 شاحنة للقطاع، وقالت الأمم المتحدة إن 100 شاحنة حصلت على إذن بالعبور، دون تأكيد وصولها.
وأشار بيان المكتب الإعلامي الحكومي إلى أن "الاحتلال أوقف إدخال المساعدات التي زعم أنه سيسمح بها منذ الاثنين الماضي، دون أي مبرر قانوني أو إنساني، في وقت يشهد قطاع غزة نقصاً حاداً في الغذاء والدواء والوقود، وتدهوراً شديداً في الأوضاع الصحية والمعيشية".
وزعم جيش الاحتلال أنه سمح بدخول 93 شاحنة تابعة للأمم المتحدة محمّلة بالطحين، ومواد غذائية للأطفال، ومعدات طبية وأدوية عبر معبر كرم أبو سالم.
وقالت السلطات الإسرائيلية، عبر منسق أنشطتها في الأراضي الفلسطينية غسان عليان، إن سلطة المعابر البرية التابعة لوزارة الدفاع أخضعت الشاحنات لتفتيش أمني دقيق قبل إدخالها إلى غزة. لكن مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة، أكد أن "إسرائيل لم تسمح بدخول أي مساعدات منذ أكثر من 80 يوماً".
وأضاف الثوابتة أن "الشاحنات لا تزال داخل المعبر ولم تُسلَّم لأي جهة إنسانية".
وتتطابق الرواية الفلسطينية مع ما أفاد به المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، ينس لاركي، خلال مؤتمر صحفي عقده أمس الثلاثاء، في جنيف، إذ قال إن 5 فقط من أصل 9 شاحنات تمّت الموافقة عليها الاثنين، دخلت المعبر، لكنها لم تُسلَّم للأمم المتحدة بعد، بسبب "تعقيدات لوجيستية" وعمليات تفريغ وإعادة تعبئة تخضع للسيطرة الإسرائيلية.
ومنذ 2 مارس/آذار الماضي، تواصل إسرائيل سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون فلسطيني في غزة، عبر إغلاق المعابر في وجه المساعدات المتكدسة على الحدود، ما أدخل القطاع مرحلة المجاعة وأودى بحياة كثيرين.
وبدعمٍ أمريكي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 175 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إلى جانب مئات آلاف النازحين.