جاء ذلك في إحاطة صحفية قدمها زكي آق تورك، المتحدث باسم المكتب الإعلامي لوزارة الدفاع التركية، الخميس.
ولفت آق تورك إلى أن التصريحات الأخيرة للمسؤولين الإسرائيليين وتصرفاتهم الاستفزازية في الأماكن المقدسة أدت إلى تصعيد التوتر في المنطقة.
وذكر أن "استمرار أنشطة الاستيطان غير القانونية التي تقوم بها إسرائيل في الضفة الغربية، وعدم وقفها الهجمات على دول المنطقة، من شأنهما أن يضرّا بالاستقرار والسلام في منطقتنا".
وشدد على ضرورة أن توقف إسرائيل فوراً "هجماتها الاستفزازية" التي تهدف إلى المساس بوحدة أراضي سوريا وزعزعة أمنها واستقرارها.
وبوتيرة شبه يومية تشن إسرائيل منذ أشهُر غارات جوية على سوريا، ما أدى إلى مقتل مدنيين، وتدمير مواقع عسكرية وآليات وذخائر للجيش السوري، رغم أن الإدارة الجديدة للبلاد لم تهدد تل أبيب بأي شكل.
ودعا إسرائيل إلى التصرف وفقاً لمبادئ حسن الجوار والمساهمة في استقرار وأمن سوريا.
وأضاف: "من أجل إرساء الأمن الإقليمي يتعين على إسرائيل أن تتخلى عن سلوكها التوسعي والاحتلالي، وعلى المجتمع الدولي تحمُّل مسؤولية منع هذا التصرف غير القانوني".
مساعدة سوريا
وفي السياق، صرحت مصادر في وزارة الدفاع التركية عقب المؤتمر الصحفي أن تركيا، تماشياً مع مطالب الحكومة الجديدة في سوريا، تقدّم دعمها في الحرب ضد جميع التنظيمات الإرهابية، وفي مقدمتها داعش.
وأشارت إلى تواصل عمليات التقييم من أجل إنشاء قاعدة لأغراض تدريبية في سوريا، وأضافت: "الهدف الوحيد لتركيا هو مساعدة سوريا في الحفاظ على وحدة أراضيها واستقرارها وأمنها، وتطهيرها من الإرهاب".
وأوضحت المصادر أن تركيا لديها النية والقدرة والرؤية للقيام بذلك، مضيفة بالقول: "لتحقيق هذه الغاية، فإنّ جميع الأنشطة التي نُفِّذَها أو ستُنفَّذ تجري في نطاق اتفاق جرى التوصل إليه بين الدولتين، ووفقاً للقانون الدولي ودون استهداف دول ثالثة".
ولفت إلى أن إسرائيل "تتصرف وفق سياسة خارجية تتسم بالمواجهة، وتستهدف تركيا باتهامات باطلة".
وتابعت: "يحاولون من خلال التصريحات الاستفزازية خلق التباس وتصوُّر لدى الرأي العام الدولي بأنَّ بين البلدين (تركيا وإسرائيل) توتراً مزعوماً. ليس من الممكن لإسرائيل أن تستمر على هذا النهج الذي اختارته للتغطية على ممارساتها غير القانونية".
وأعلنت المصادر عن عقد أول اجتماع فني بين تركيا وإسرائيل في أذربيجان أمس الأربعاء بخصوص إنشاء آلية تفادي الصدام "لمنع حصول حوادث غير مرغوب بها في سوريا".
زيارة ليبية
وبشأن زيارة صدام حفتر، رئيس أركان القوات البرية في قوات شرق ليبيا، لتركيا قالت المصادر إنّ هذه الزيارة "تشكل خطوة استراتيجية جديدة ومهمة في إطار هدف إنهاء الشجار بين الأشقاء وإقامة ليبيا واحدة وموحدة".
وأردفت: "حان الوقت لذكر ليبيا باعتبارها ليبيا، لا باعتبارها شرقاً وغرباً".
وأوضحت أن "هذه الزيارة الرسمية تكتسب أهمية خاصة لأنها تعكس سياسة تركيا في احتضان كل ليبيا وتعزيز الشمول والاستقرار فيها".
واستطردت: "من أجل ضمان استقرار ورفاهية ليبيا، سنواصل أخذ زمام المبادرة للارتقاء بعلاقاتنا إلى مستوى أعلى، من خلال بذل الجهود كما فعلنا حتى الآن".