وقال لامي، خلال كلمة ألقاها في البرلمان البريطاني، إن بلاده "لا يمكن أن تبقى متفرجة على هذا الوضع المتدهور"، معتبراً أن السلوك الإسرائيلي في غزة "يتعارض مع المبادئ التي تقوم عليها العلاقة الثنائية بين البلدين، ويمثل إهانة لقيم الشعب البريطاني".
وأضاف: "لهذا السبب، أعلن اليوم أننا علّقنا مفاوضاتنا الجارية مع الحكومة الإسرائيلية بشأن اتفاقية تجارة حرة جديدة. لقد جعلت أفعال حكومة نتنياهو هذا القرار ضرورياً" مشيراً إلى أن السفيرة الإسرائيلية لدى لندن استدعيت لإبلاغها بالقرار رسمياً في مقر وزارة الخارجية.
وفي رسالة إلى الإسرائيليين، أوضح لامي أن بريطانيا "ترغب بعلاقة صداقة قوية قائمة على القيم المشتركة"، مؤكداً استمرار دعم بلاده لأمن إسرائيل في مواجهة ما وصفه بـ"التهديد الإيراني والإرهاب ومعاداة السامية".
لكنه شدّد على أن "الطريقة التي تُدار بها الحرب في غزة تضر بعلاقة بريطانيا مع الحكومة الإسرائيلية"، محذراً من اتخاذ "خطوات إضافية" إذا استمر الهجوم ولم يُضمن وصول المساعدات الإنسانية بشكل سلس.
من جانبها، رفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية الانتقادات البريطانية، وقالت في بيان، إن "الضغوط الخارجية لن تُحيد إسرائيل عن مسارها في الدفاع عن وجودها وأمنها".
وأضاف المتحدث باسم الوزارة أورين مارمورشتاين: "إذا كانت الحكومة البريطانية، بدافع من اعتبارات سياسية داخلية وعداء لإسرائيل، مستعدة لإلحاق الضرر بالاقتصاد البريطاني، فهذا شأنها".
وأكد البيان أن إسرائيل "لن تتراجع عن موقفها"، رغم قرار لندن وقف مفاوضات التجارة وفرض عقوبات جديدة على بعض المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة.
وتواصل إسرائيل سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون فلسطيني بغزة، عبر إغلاق المعابر بوجه المساعدات المتكدسة على الحدود منذ 2 مارس/آذار الماضي، ما أدخل القطاع مرحلة المجاعة وأودى بحياة كثيرين.
فيما وسع جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال الأيام الماضية إبادته في قطاع غزة، معلناً "عملية برية في شمال وجنوب القطاع".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تواصل إسرائيل حرب إبادة جماعية واسعة ضد فلسطينيي قطاع غزة، بما يشمل القتل والتدمير والتجويع والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت تلك الإبادة التي تدعمها الولايات المتحدة أكثر من 174 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إلى جانب مئات آلاف النازحين.