وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة اليوم الخميس، ارتفاع حصيلة ضحايا حرب الإبادة إلى 53762 شهيداً و122197 مصاباً منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأفادت الوزارة في بيان بأنه "وصل مستشفيات قطاع غزة 107 شهداء و247 مصاباً خلال الـ24 ساعة الماضية"، جراء الغارات الإسرائيلية المتواصلة.
استهداف الخيام والمنازل
وقصف جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال الساعات الماضية منازل وخياماً تؤوي نازحين في عدة مناطق بالقطاع، بينما تواصل طواقم الدفاع المدني محاولة انتشال جثامين من تحت أنقاض المنازل المدمرة بفعل القصف، وفق ما أفاد شهود عيان.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن 10 فلسطينيين استشهدوا، بينهم 9 من عائلة واحدة، وأصيب آخرون في قصف الاحتلال "بركس" يؤوي نازحين في بلدة دير البلح وسط القطاع.
كما استشهد فلسطينيان جراء قصف الاحتلال خيمة في مخيم الصداقة جنوبي دير البلح.
وأضافت "وفا"، أن 5 فلسطينيين آخرين استشهدوا وأصيب عدد آخر إثر قصف الاحتلال منزلاً في منطقة الصفطاوي شمال غربي غزة.
واقتحمت آليات الاحتلال ساحة مستشفى العودة بتل الزعتر (شمال)، وأطلقت الرصاص بشكل كثيف في المكان، كما أشعل الاحتلال النيران في خيام النازحين داخل ساحة المستشفى.
كما استهدفت طائرات الاحتلال منزلين في منطقة الزرقا شمالي القطاع، ما أسفر عن استشهاد جميع من كانوا بداخلهما.
وشن الاحتلال غارة أيضاً على منزل في منطقة تل الزعتر بمخيم جباليا شمالي القطاع، ما أدى إلى وقوع أضرار جسيمة في المكان. وقالت "وفا" إن 5 فلسطينيين من عائلة واحدة استشهدوا إثر قصف طائرة مسيرة إسرائيلية على جباليا.
وتمكنت طواقم الدفاع المدني، من إخماد حريق هائل اندلع في برج الراغب الواقع بمنطقة الكرامة شمال غربي غزة، وذلك بعد استهدافه المباشر من قوات الاحتلال.
أما جنوبي القطاع، فقد نفذ جيش الاحتلال عمليات نسف لعدد من المباني السكنية شرق بلدة القرارة شمال شرقي خان يونس.
استشهاد 16 ألف طفل
في السياق ذاته، قالت وزارة الصحة الفلسطينية بالقطاع، في بيان اليوم الخميس، بلغ عدد الأطفال الذين قتلهم جيش الاحتلال منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 "16503 أطفال في إحصائية صادمة تجسد حجم الاستهداف المباشر والممنهج لأضعف فئات المجتمع وأكثرها براءة".
ووفق البيان، توزعت الفئات العمرية للشهداء الأطفال بين رضع (أقل من عام) بواقع 916، والأطفال بين 1-5 أعوام 4365 والأطفال بين 6-12 عاماً 6101 والفتية بين 13-17 عاماً 5124.
واعتبرت الوزارة أن "الأرقام المفجعة لا تُعبّر فقط عن أرواح بريئة أُزهقت، بل تعكس حجم الكارثة الإنسانية وعمق الجريمة المرتكبة بحق جيلٍ كامل كان من المفترض أن يحظى بالحماية والرعاية والتعليم."
وأردفت أن الأطفال أصبحوا "أهدافاً لصواريخ الطائرات وقذائف الدبابات (الإسرائيلية)".
وطالبت الوزارة المجتمع الدولي، وهيئات حقوق الإنسان، والمنظمات الإنسانية، "بتحمّل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية، والتحرك العاجل لوقف العدوان، ومحاسبة قادة إسرائيل على جرائمهم بحق الأطفال والمدنيين العزّل".
دخول المساعدات
في غضون ذلك، قال المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة، أمس الأربعاء، إن "87 شاحنة مساعدات متنوعة دخلت إلى قطاع غزة حتى الآن (الساعة 21:55 ت.غ) وذلك لأول مرة منذ 81 يوماً من الإغلاق الإسرائيلي".
وأوضح الثوابتة أن هذه المساعدات "جرى تخصيصها لعدد من المؤسسات الدولية والأهلية، وذلك ضمن جهود توزيعها على أبناء شعبنا الفلسطيني لتلبية جزء من احتياجاتهم الإنسانية الملحّة".
وفي وقت لاحق، أكد المكتب الإعلامي الحكومي في بيان، دخول 87 شاحنة مساعدات للقطاع.
بدوره، قال رئيس جمعية شركات النقل الخاص بغزة ناهض شحيبر، إن "عدد الشاحنات التي وصلت القطاع بلغت 92 شاحنة مساعدات"، باختلاف طفيف مع العدد الذي أعلنه المكتب الإعلامي الحكومي.
وأضاف شحيبر في تفاصيل ذلك: "من بين الشاحنات، دخلت 75 شاحنة تحمل دقيقاً لمخابز محافظتي الوسطى والجنوب"، عبر معبر كرم أبو سالم جنوبي القطاع.
وأكد "عدم وجود تنسيق لدخول شاحنات المساعدات إلى محافظتي غزة والشمال عبر محور نتساريم، حيث يمنع الجيش حركة الشاحنات عبره". وأوضح أنه من بين إجمالي الشاحنات، "يوجد 12 شاحنة محملة بالمكملات الغذائية للأطفال لمصلحة منظمة الأمم المتحدة للطفولة ’يونيسيف’، إذ جرى تفريغ حمولتها في مدينة دير البلح وسط القطاع".
وأمس الأربعاء، اتهم المكتب الحكومي بغزة إسرائيل بانتهاك التزاماتها وتعهداتها، عبر مواصلة منع دخول مساعدات موجودة عبر معبر كرم أبو سالم، جنوبي القطاع، لليوم الثالث.
ومنذ 2 مارس/آذار الماضي، تواصل إسرائيل سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون فلسطيني بغزة، عبر إغلاق المعابر بوجه المساعدات المتكدسة على الحدود، ما أدخل القطاع مرحلة المجاعة وأودى بحياة كثيرين.
وبدعم أمريكي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 175 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.