جاء ذلك في منشور عبر حسابه على منصة إكس، عقب مشاركته في القمة غير الرسمية لمنظمة الدول التركية التي عُقدت في العاصمة المجرية بودابست.
وقال أردوغان إن قمة بودابست مؤشر واضح على عمق علاقات الصداقة التي تجمع تركيا بالمجر، مؤكداً أن استضافة القمة في دولة بصفة مراقب للمرة الأولى يحمل دلالة خاصة على مكانة بودابست لدى أنقرة.
وأضاف أن "إعلان بودابست"، الذي جرى توقيعه خلال أعمال القمة، سيكون خيراً على العالم التركي والدول الصديقة والشقيقة كافة، مؤكداً أن تركيا تولي أهمية خاصة للممر الأوسط (مشروع طريق تجاري يمتد من الصين إلى أوروبا عبر تركيا) الذي يشكل طريقاً استراتيجياً يربط بين الشرق والغرب، داعياً إلى تعزيز التعاون داخل المنظمة لضمان نجاحه، ودعم الدول الأعضاء في هذا الإطار.
في سياق متصل، أشار أردوغان إلى أن المآسي التي وقعت في كلٍّ من قبرص، وقرة باغ، والبوسنة، وكذلك ما يجري اليوم في غزة “تذكّر الجميع بضرورة التفكير بما يتجاوز الحدود الوطنية”، لافتاً إلى أن إيصال صوت العالم التركي في المحافل الدولية سيسهم في تأسيس نظام عالمي أكثر عدلاً يستند إلى الحق والعدالة وتقاسم المسؤولية.
وشدد الرئيس التركي على ضرورة تعزيز التضامن مع القبارصة الأتراك، قائلاً: "نتوقع من العالم التركي أن يقف بقوة إلى جانب نضالهم من أجل الحقوق والحرية والعدالة"، مؤكداً أن "صورة العائلة التركية ستكون ناقصة دائماً ما لم تكن جمهورية شمال قبرص التركية حاضرة فيها".
وتابع أردوغان أن القرار الذي اتُّخذ خلال القمة بشأن منح جمهورية شمال قبرص التركية صفة العضو المراقب في الأكاديمية التركية، يمثل خطوة مهمة نحو ترسيخ مكانتها داخل المنظومة التركية الأوسع.
وفي ما يتعلق بالتطورات الإقليمية، عبّر الرئيس التركي عن ارتياحه للتقدم في مسار السلام بين أذربيجان وأرمينيا، مهنئاً الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، الذي وصفه بـ"القائد المنتصر"، ومعرباً عن ثقته بأنه سيدخل التاريخ بوصفه زعيماً جلب السلام إلى منطقة القوقاز.
أما في ما يتعلق بالأوضاع في قطاع غزة، فقد وصف أردوغان ما يجري هناك بأنه "من أشد الكوارث الإنسانية في العصر الحديث"، مشيراً إلى أن المدنيين يواجهون ظروفاً أشبه بـ"الجحيم"، وأن الأمم المتحدة حذّرت من احتمال وفاة 14 ألف رضيع إذا لم تصل المساعدات الإنسانية بشكل عاجل.
وفي ختام منشوره، أكد الرئيس أردوغان أن العالم التركي قادر، من خلال التضامن الكامل والاحترام المتبادل، على المضيّ قدماً معاً نحو مستقبل مشترك قائم على التعاون والاستقرار والسلام.