وجاء في البيان أن المنفذ هو الشهيد نائل سمارة الذي نفذ العملية، وقد قتله جنود الاحتلال يوم السبت الماضي بعد أن اقترب من الجنود وهو يحمل حقيبة على ظهره، وأشار البيان إلى أن الجنود عثروا على بندقية M-16 ومعدات قتالية داخل الحقيبة التي كان يحملها الشهيد سمارة وقد استخدمها لتنفيذ العملية.
وحسب البيان فإن الخلية أيضاً نفذت 3 عمليات إطلاق نار أخرى في المنطقة خلال الأشهر الماضية، ومن ضمنهم العملية التي أسفرت عن إصابة مستوطن بحروح في شهر مارس/آذار الماضي.
وفي بيت لحم، أصيب شابان برضوض جراء اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي عليهما، مساء الاربعاء، في منطقة "خلة النحلة" القريبة من قرية واد رحال جنوب المدينية.
تواصل اعتداءات المستوطنين
في سياق متصل، هاجم مستوطنون إسرائيليون، مساء الأربعاء، عدة مناطق بالضفة الغربية المحتلة، تخللتها اعتداءات على فلسطينيين ومتضامنين معهم.
وقالت منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو (غير حكومية)، في بيان، إن "مستوطنين إسرائيليين هاجموا نشطاء واعتدوا عليهم في تجمع مغاير الدير شرقي مدينة رام الله (وسط)، ومنعوهم من التصوير". وأرفقت المنظمة بيانها بمقطع مصور يسمع فيه صوت متضامن يبدو أنه إسرائيلي يتحدث باللغة العبرية، ويصور أحد المستوطنين خلال اقتحام التجمع البدوي، ثم يصرخ نتيجة الاعتداء عليه.
من جهته، قال أحمد سليمان، أحد سكان التجمع، حيث أقيمت بؤرة استيطانية قرب منزله، إن "مجموعة من المستوطنين هاجمت التجمع واعتدت على متضامنين إسرائيليين، دون أن تسفر الاعتداءات عن إصابات". وأضاف للأناضول أن "المستوطنين أقاموا الليلة بؤرة استيطانية جديدة داخل التجمع، وجلبوا معهم أغناماً، ثم منعونا من الدخول أو الخروج، ولولا وجود النشطاء لجرى ترحيلنا بالقوة".
وأشار سليمان إلى أن عدد سكان التجمع يصل إلى نحو 150 نسمة، معظمهم أخرجوا أغنامهم ويفكرون في المغادرة حفاظاً على حياتهم.
وصباح الأربعاء، أغلقت مجموعة من المستوطنين بحماية من جيش الاحتلال الإسرائيلي، المدخل الرئيسي للتجمع ووضعت حجارة وسواتر ترابية، ما أدى إلى شلّ حركة الأهالي ومنعهم من الدخول أو الخروج، وفق منظمة البيدر.
وذكرت المنظمة أن "منطقة مغاير تشهد تصعيداً استيطانياً غير مسبوق"، مشيرة إلى أن مستوطنين أقاموا قبل يومين بؤرة جديدة قرب منزل أحد الفلسطينيين، ما أثار حالة من الخوف الشديد وأجبر صاحب المنزل على مغادرته تحت التهديد.
وأضافت أن "هذه الخطوة تأتي ضمن سياسة ممنهجة لتفريغ المناطق البدوية من سكانها، وفرض وقائع على الأرض تمهيداً لتوسيع المستوطنات وربطها ببعضها". وأشارت إلى أن "المستوطنين يتجولون بحرية في محيط التجمعات، بعضهم مسلح، برفقة جنود الاحتلال الذين يوفرون لهم الحماية ويمنعون الأهالي من الاعتراض".
وطالبت المنظمة "المجتمع الدولي والجهات الحقوقية والإنسانية بالتدخل العاجل لوقف هذه الانتهاكات، وفتح تحقيق في ممارسات الاحتلال والمستوطنين، والعمل على حماية التجمعات الفلسطينية المهددة في المناطق المصنفة "ج" وفي مقدمتها مغاير الدير".
وفي حدثين منفصلين جنوب الضفة، قالت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا"، إن مستوطنين هاجموا تجمعين جنوب مدينة الخليل وشرق مدينة بيت لحم.
وأضافت أن "مستوطنين نصبوا خيمة على أراضي المواطنين الفلسطينيين شرق بلدة يطا جنوب مدينة الخليل، ما أثار تخوف المواطنين من استيلائهم على تلك المنطقة وإقامة بؤرة استعمارية عليها". وأشارت إلى "سرقة محاصيل زراعية من قمح وشعير من قبل المستوطنين ونقلها إلى بؤرة استيطانية قريبة".
وشرق مدينة بيت لحم، ذكرت "وفا" أن "مجموعة من المستعمرين هاجمت منزلاً يعود إلى المواطن بلال أبو كامل بمنطقة خلايل اللوز، وأجبرت ساكنيه تحت تهديد السلاح على مغادرته".
ووفق هيئة مقاومة الجدار والاستيطان (حكومية)، نفذ المستوطنون 341 اعتداء على الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة، خلال أبريل/نيسان الماضي. كما اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأربعاء، المنطقة الشرقية من مدينة نابلس شمال الضفة لتأمين اقتحامات المستوطنين لموقع أثري.
وقالت وكالة "وفا" إن "عدداً كبيراً من آليات الاحتلال، وجرافات عسكرية، اقتحمت المنطقة الشرقية من مدينة نابلس من حاجزي عورتا وبيت فوريك (العسكريين الإسرائيليين)، لتأمين اقتحام المستوطنين لمقام يوسف شرق المدينة"، فيما قالت إذاعة صوت فلسطين (حكومية)، إن "حافلات المستوطنين تقتحم المنطقة الشرقية في نابلس تحت حماية قوات الاحتلال وتتجه نحو قبر يوسف".
وقال شهود عيان، إن جيش الاحتلال أغلق المنطقة المحيطة بالقبر ونشر قواته في الشوارع وعلى أسطح المباني العالية مع تحليق لطيران الاستطلاع".
ويوجد "قبر يوسف" في الطرف الشرقي من نابلس الخاضعة للسيطرة الفلسطينية، ويعتبره "اليهود" مقاماً مقدساً منذ احتلال إسرائيل للضفة الغربية عام 1967. ويزعمون أن "رفات النبي يوسف بن يعقوب أحضرت من مصر ودفنت في المكان"، لكن علماء آثار نفوا صدق الرواية، مبينين أن عمر المقام لا يتجاوز بضعة قرون، وأنه ضريح لشيخ مسلم اسمه يوسف دويكات.
وبالتوازي مع حرب الإبادة الجماعية بقطاع غزة، صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد 969 فلسطينياً على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال ما يزيد على 17 ألفاً و100، وفق معطيات فلسطينية.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 175 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.