وأوضح أردوغان في تصريحات أدلى بها لصحفيين على متن الطائرة خلال عودته من العاصمة الألبانية تيرانا، عقب مشاركته في القمة السادسة لـ"المجموعة السياسية الأوروبية" أمس الجمعة، أن القمة ركزت على مناقشة التحديات التي تواجه أوروبا، بما في ذلك الأمن الاقتصادي والعسكري وقضايا الهجرة.
وقال: "أعربت عن الدور الأساسي لتركيا في مستقبل أوروبا، خلال هذه الأيام التي تشهد إعادة النظر في البنية الأمنية الأوروبية والآليات المتعلقة بالصناعات الدفاعية".
وتتابع: "لقد حان الوقت لترك العوائق السياسية والمواقف المتحيزة التي تقف في طريق تعاون أعمق في كل المجالات، وإلا فلن يكون من الممكن لأوروبا أن تحقق التحول الذي تحتاج إليه بشدة".
وأشار أردوغان إلى أن تركيا تعمل على تعزيز السلام في أوكرانيا من خلال التواصل المستمر مع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بالإضافة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، ودعا الاتحاد الأوروبي لدعم الجهود التركية لإنهاء الحرب وتحقيق الاستقرار في المنطقة.
واستضافت إسطنبول على مدار اليومين الماضيين، مفاوضات سلام بين روسيا وأوكرانيا انتهت بالتوصل إلى اتفاق تبادل ألف أسير من كل بلد.
وقال أردوغان: "تركيا تتطلع إلى دعم جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، في العملية المهمة التي تهدف لإحلال السلام بأوكرانيا في أقرب وقت ممكن".
وفي ما يتعلق بمكافحة الإرهاب، أعلن أردوغان أن حل تنظيم PKK الإرهابي وتسليم أسلحته يعد خطوة هامة نحو "تركيا بلا إرهاب"، مشدداً على متابعة تنفيذ هذه القرارات لضمان استدامة السلام في جنوب شرق البلاد.
وقال: "يجب على تنظيم PKK الإرهابي تنفيذ قرار حله بالكامل، وإلقاء السلاح بشكل تام، والتخلي عن العمل غير القانوني وسنتابع من كثب تنفيذ هذا القرار"، مضيفاً أن "مفاوضات تجري مع جيراننا بشأن تسليم الأسلحة التي بحوزة الإرهابيين خارج حدودنا".
وتابع: "عندما تُسلَّم الأسلحة، وتجري تصفية التنظيم، وتُتخذ خطوات لتعزيز وحدتنا وتضامننا، سنقضي تماماً على الإرهاب من أجندة تركيا"، مشيراً أيضاً إلى أن هذه الخطوة ستعزز أيضاً السلام والتنمية والاستقرار في كل من العراق وسوريا.
وحول الأوضاع في غزة، تناول الرئيس التركي مساعي بلاده في تقديم الدعم الإنساني لقطاع غزة عبر الهلال الأحمر التركي، مطالباً المجتمع الدولي بتكثيف الجهود للضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها.
وقال: "غزة تعاني بشدة ولا يمكنها تحمل فقدان يوم واحد.. نطرح هذه القضية مع كل زعيم نلتقيه”، وأضاف: "الطريق إلى سلام دائم في المنطقة يمر عبر حل الدولتين، مع دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
وبشأن قضية إقليم جامو وكشمير، أكد أردوغان أن بلاده مستعدة للقيام بدور في حل قضية إقليم جامو وكشمير، إذا طُلب منها ذلك. وأوضح أنه أجرى محادثات شاملة مع رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، تناولت سبل تقديم المساعدة لإحلال السلام في الإقليم المتنازع عليه.
وأشار الرئيس التركي إلى أن اتباع نهج متوازن في التعامل مع القضايا يمكن أن يسهم في تقريب وجهات النظر ويحول دون تصاعد التوترات من جديد. وأضاف أن تركيا تدعم حلاً قائماً على احترام حقوق الإنسان وبمشاركة المنظمات الدولية، مؤكداً رغبة بلاده في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.