وذكرت وسائل إعلام عبرية أن صانعي القرار في إسرائيل، وعلى الرغم من الضغوط الأمريكية المتزايدة، لا يزالون يركزون على تحقيق ما يصفونها بـ"هزيمة حماس" عسكرياً، حتى لو كان ذلك على حساب أرواح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في القطاع.
يشارك في هذه المحادثات كلٌّ من المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، والمبعوث الأمريكي لشؤون الرهائن، آدم بوهلر، حيث وصلا إلى الدوحة لمواصلة النقاشات مع الجانبين.
وأوضح مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، في بيان صحفي، أن نتنياهو أجرى سلسلة محادثات مطولة مع ويتكوف وفريق التفاوض الخاص بقضية الرهائن والمفقودين، دون أن يكشف البيان عن تفاصيل إضافية بشأن هذه اللقاءات.
من جانبها، نقلت القناة 12 العبرية أن إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي-الأمريكي عيدان ألكسندر، مؤخراً في غزة، أعاد الزخم إلى جهود إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لإطلاق جولة جديدة من المحادثات، بهدف التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين ووقف الحرب.
وأوضحت القناة نقلاً عن مصدر أمني إسرائيلي -لم تكشف عن هويته- أن "هناك شروطاً أمنية تتيح التوصل إلى اتفاق مسؤول يعيد معظم الرهائن ويُنهي القتال، لكنَّ نتنياهو يصر على المضي في الخيار العسكري، حتى على حساب ارتفاع مخاطر تهديد حياة المختطفين".
في سياق متصل، عبّرت حركة حماس، في بيان اليوم الأربعاء، عن اتهامها رئيس الوزراء الإسرائيلي بتقويض جهود الوساطة، من خلال تصعيد العمليات العسكرية والمجازر ضد المدنيين في قطاع غزة.
وجاء في البيان: "نتنياهو يسابق الزمن لتوسيع العدوان وارتكاب المجازر بحق المدنيين، بهدف إفشال جهود الوسطاء للتوصل إلى وقف إطلاق نار وصفقة تبادل".
وأضافت الحركة أن الغارات الجوية الإسرائيلية الكثيفة التي استهدفت شمال القطاع، منذ فجر الأربعاء، أسفرت عن استشهاد أكثر من 70 مدنياً، في هجمات "وحشية وفاشية"، حيث طالت منازل مأهولة بالسكان، في استمرارٍ لسياسة الإبادة الجماعية.
وأكدت حماس أن هذه الجرائم "لن تجلب لنتنياهو أي نصر"، مشيرةً إلى أنه "يسعى، في خضمِّ جهود الوسطاء، إلى تصعيد عدوانه بشكل انتقامي يخدم مصالحه السياسية".
ودعت الحركة المجتمع الدولي إلى تحرك فوري للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها ومحاسبة المسؤولين عن "جرائم الحرب المرتكبة ضد الإنسانية في غزة".
وبدعمٍ أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة، خلَّفت أكثر من 172 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.