شهدت الحدود بين الهند وباكستان، الأربعاء، أخطر تصعيد عسكري منذ أكثر من عقدين، بعد تبادل كثيف للقصف المدفعي والصاروخي، أسفر عن مقتل 34 شخصاً على الأقل في الجانبين، بينهم مدنيون وعسكريون، في وقت أعلن فيه الطرفان عن إسقاط طائرات عسكرية خلال الاشتباكات.
وأفاد اللواء أحمد شريف شودري، مدير العلاقات العامة في الجيش الباكستاني، أن عدد القتلى جراء الهجمات الصاروخية التي نفذتها القوات الهندية على أراضٍ باكستانية ارتفع إلى 26 قتيلاً، إضافة إلى 46 مصاباً.
في المقابل، أكدت السلطات الهندية مقتل ثمانية أشخاص وإصابة 29 آخرين في بلدة بونش الواقعة ضمن الشطر الهندي من إقليم كشمير، نتيجة قصف مدفعيّ مصدره الأراضي الباكستانية. وقال مراسلون لوكالة فرانس برس إنّ البلدة تعرّضت لقصف كثيف منذ ساعات الليل، وتواصل القصف حتى صباح اليوم.
في ما يلي تسلسل زمني لأهم وقائع التصعيد العسكري والدبلوماسي في العلاقة المضطربة بين البلدين منذ 1999:
مايو/أيار - يوليو/تموز 1999:
خاضت الهند وباكستان حرباً غير معلنة في منطقة كارجيل بكشمير، بعد أن احتلّت قوات غير نظامية مدعومة من الجيش الباكستاني مواقع هندية على خط المراقبة أو خط وقف إطلاق النار. توقف القتال بعد اشتباكات عنيفة، وضغطت الولايات المتحدة.
ديسمبر/كانون الأول 2001:
استهدف مهاجمون مدججون بالسلاح مبنى البرلمان الهندي في نيودلهي، ما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص. واتهمت الهند جماعات باكستانية بالحدث، وكادت حرب رابعة تندلع بين البلدين.
نوفمبر/تشرين الثاني 2008:
استهدف عشرة مهاجمين مدججين بالسلاح مواقع رئيسية في مومباي، بما في ذلك فندقان فاخران ومركز يهودي ومحطة القطار الرئيسية، مما أسفر عن مقتل 166 شخصاً. وقفت الهند جميع أشكال الحوار مع باكستان، ثم استأنفتها لفترة وجيزة بعد سنوات في إطار عملية سلام.
يناير/كانون الثاني 2016:
اقتحم مهاجمون يرتدون زيّ جنود قاعدة جوية هندية بالقرب من الحدود مع باكستان، وتبادلوا إطلاق النار مع القوات الهندية التي خاضت معارك استمرت أكثر من 15 ساعة بدعم من الدبابات وطائرات الهليكوبتر قبل أن تستعيد السيطرة على المجمع.
قُتل جميع المهاجمين الخمسة وحارسان على الأقل في الهجوم.
وتقول الهند إنّ المهاجمين تسللوا من باكستان، فيما نددت السلطات الباكستانية بالهجوم. ومن جديد تعثرت محادثات السلام التي استؤنفت لفترة وجيزة عام 2015.
سبتمبر/أيلول 2016:
قُتل ثمانية عشر جندياً هندياً في هجوم على قاعدة عسكرية في أوري بكشمير الهندية. حمّلت نيودلهي باكستان مسؤولية الهجوم، وردّت بشنّ "ضربات دقيقة" عبر خط المراقبة على ما وصفتها بأنها منصات إطلاق إرهابية.
ونفت باكستان وقوع أي توغل على أراضيها.
فبراير/شباط 2019:
تفجير انتحاري يسفر عن مقتل 40 من أفراد الأمن الهنود في كشمير. الهند تنفذ غارات جوية على بالاكوت في باكستان.
ردّت باكستان بغارات جوية، وأسقط كل طرف طائرات تابعة للطرف الآخر. هدأت المواجهة بعد ضغوط دولية.
أغسطس/آب 2019:
الهند تلغي الوضع الخاص بكشمير، لتنهي بذلك بنداً دستورياً كان يسمح لولاية جامو وكشمير بسنّ قوانينها الخاصة. باكستان تخفض مستوى العلاقات الدبلوماسية وتعلق التجارة.
أبريل/نيسان 2025:
قُتل ستة وعشرون شخصاً بعد أن استهدف مسلحون متشددون سياحاً هندوساً في إقليم كشمير. اتهمت الهند جماعات مدعومة من باكستان، فيما نفت إسلام أباد تورطها ودعت إلى تحقيق محايد.
الهند تعلّق معاهدة مياه نهر السند لعام 1960 التي تنظم تقاسم المياه من نهر السند وروافده، في حين علّقت باكستان كل أشكال التبادل التجاري مع الهند، بما في ذلك من خلال دولة ثالثة.
أغلقت الدولتان مجالهما الجوي أمام شركات الطيران التابعة للبلد الآخر، وألغت نيودلهي معظم التأشيرات الممنوحة للمواطنين الباكستانيين.