وقال المصدران إن هناك إجماعاً على وقف إطلاق نار طويل الأمد في القطاع المحاصَر، إلا أن بعض النقاط الشائكة لا تزال قائمة، ومنها أسلحة حماس.
كانت قناة القاهرة الإخبارية التابعة للحكومة المصرية قد ذكرت في وقت سابق، أن رئيس المخابرات المصرية حسن محمود رشاد، من المقرر أن يلتقي وفداً إسرائيلياً برئاسة وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، الاثنين، في القاهرة.
وأضافت القناة أن هذا اللقاء يأتي في إطار الجهود القطرية-المصرية لاستئناف وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس في غزة.
ولم يصدر أي تعليق حتى الآن من إسرائيل وحماس. ولم تعلن مصر وقطر اللتان تتوسطان في المحادثات، أي تطورات بشأن أحدث جولة من المحادثات.
وقال رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الأحد، إن اجتماعاً انعقد في الآونة الأخيرة في الدوحة ضمن الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار أحرز بعض التقدم، لكنه أشار إلى عدم التوصل إلى اتفاق بشأن كيفية إنهاء الحرب حتى الآن.
وأضاف أن حركة حماس مستعدة لإعادة باقي الأسرى الإسرائيليين إذا أنهت إسرائيل الحرب في غزة، لكنه أشار إلى أن إسرائيل تريد من حماس إطلاق سراح باقي الأسرى دون تقديم رؤية واضحة لإنهاء الحرب.
توسيع التوغل البري
وبالتوازي مع هذه التطورات، قالت هيئة البث العبرية الرسمية، مساء الاثنين، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستعد لتوسيع حرب الإبادة في قطاع غزة بذريعة وصول المفاوضات مع حركة حماس إلى طريق مسدود، ومطالب وزراء في المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت)، ولفتت إلى استعدادات لاستدعاء واسع لقوات الاحتياط التي تعاني إنهاكاً شديداً.
وقالت الهيئة في بيان: "الجيش الإسرائيلي يستعد لتوسيع المناورة البرية في قطاع غزة واستدعاء واسع لقوات الاحتياط، على خلفية وصول المفاوضات مع حماس إلى طريق مسدود".
ولفتت الهيئة إلى أن رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير، صدَّق بالفعل على خطط توسيع الإبادة ضد الفلسطينيين في قطاع غزة يوم الجمعة الماضي.
43 شهيداً في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة
ارتفع عدد الشهداء في قطاع غزة، الاثنين، إلى أكثر من 44 فلسطينياً، إثر قصف متواصل منذ ساعات الفجر، ارتكب خلاله جيش الاحتلال عدة مجازر بحق مدنيين ضمن جرائم الإبادة الجماعية المستمرة منذ 19 شهراً.
وفي آخر التطورات، استُشهدت، فجر الثلاثاء، طفلة إثر قصف إسرائيلي على منطقة خيام النازحين في المواصي غربي خان يونس جنوبي قطاع غزة، وأُصيب عدة مواطنين، فيما نفّذت قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفاً مدفعياً على أطراف بلدة عبسان الكبيرة شرقي خان يونس جنوبي قطاع غزة.
واستهدف الجيش منازل وخيام وتجمعات مدنيين في مناطق متفرقة من قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين، وفق مصادر طبية وشهود عيان.
واستُشهد 4 فلسطينيين وأُصيب آخرون في قصف مدفعي إسرائيلي استهدف خياماً تؤوي نازحين في منطقة المواصي جنوب غربي خان يونس جنوبي قطاع غزة. وسبق ذلك، استشهاد 6 فلسطينيين بقصف إسرائيلي استهدف منزلاً لعائلة "الآغا" قرب مدرسة الأقصى بمنطقة السطر الغربي في خان يونس، جنوبي القطاع.
وخلال ساعات النهار، استُشهد فلسطيني في قصف تجمع لمدنيين في بلدة عبسان الكبيرة شرقي خان يونس جنوبي القطاع. وفي شمال القطاع، ارتكب الجيش الإسرائيلي مجزرة استُشهد فيها 9 فلسطينيين بقصف استهدف تجمعاً لمدنيين في شارع اللبابيدي بمدينة غزة. فيما استُشهد 3 فلسطينيين آخرين، وأُصيب عدد آخر في قصف على منطقة "دوار أبو مازن" جنوب غربي مدينة غزة.
وفجر الاثنين، ارتكب الجيش مجزرة شمال قطاع غزة، استُشهد فيها 10 فلسطينيين بقصف منزل لعائلة أبو مهادي في محيط صالة الطيب غربي مخيم جباليا. فيما استُشهد 7 فلسطينيين وأُصيب آخرون في مجزرة ثانية بقصف منزل لعائلة الغماري في محيط مستشفى حمد شمال غربي مدينة غزة.
وأوضح شهود عيان أن المدفعية الإسرائيلية قصفت بشكل مكثف أحياء الزيتون والتفاح والشجاعية شرقي وجنوبي مدينة غزة. وذكروا أن القصف المدفعي طال أيضاً محيط الكلية الجامعية جنوبي مدنية غزة، وسط إطلاق آليات الجيش نيرانها المكثفة باتجاه المناطق الشرقية للمدينة.
ووسط القطاع، أُصيب فلسطينيون في قصف استهدف خيمة تؤوي نازحين في محيط دوار أبو قطوش بمخيم المغازي. فيما أُصيب 5 فلسطينيين في قصف استهدف أرضاً زراعية في شارع أبو ستة ببلدة الزوايدة، وفق المصدر نفسه.
وفي خان يونس، استُشهد 3 فلسطينيين وأُصيب آخرون في قصف استهدف خيمة تؤوي نازحين في مخيم الشافعي غربي المدينة. فيما جرى انتشال جثامين 4 فلسطينيين من تحت أنقاض منزل عائلة "كوارع" الذي تعرض للقصف الإسرائيلي يوم الأحد، في جورت اللوت بخان يونس. وقصفت المدفعية الإسرائيلية المنطقة الجنوبية الفاصلة بين مدينتي خان يونس ورفح جنوبي القطاع.
ويتعرّض قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 لإبادة جماعية إسرائيلية، أوقعت أكثر من 170 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، إضافةً إلى دمار واسع ونقص حاد في الخدمات الأساسية.