وأفادت وسائل إعلام فلسطينية الأربعاء باستشهاد فلسطيني وزوجته وطفلتيهما في قصف مسيرة إسرائيلية لخيمة تؤوي نازحين في مدينة خان يونس جنوب القطاع.
كما أصيب 3 فلسطينيين في قصف مسيرة إسرائيلية لمنزل في بلدة عبسان الكبيرة شرقي خان يونس.
في غضون ذلك، شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء الثلاثاء، هجوماً مكثفاً بالمدفعية والطيران الحربي، على عدة مناطق في شمال قطاع غزة، وذلك بعد دقائق من توجيهه إنذاراً للفلسطينيين بإخلائها، تمهيداً لقصفها بدعوى استخدامها لإطلاق صواريخ.
وأفادت مصادر طبية بسقوط شهداء وجرحى، بعد استهداف من الطائرات الحربية الإسرائيلية منزلاً قرب مسجد الفرقان في منطقة الفالوجا غرب مخيم جباليا.
وأفاد شهود عيان بشن جيش الاحتلال الإسرائيلي هجمات بالمدفعية على مناطق شرق جباليا، والشيخ زايد في بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
وكان جيش الاحتلال قد أنذر قبل دقائق من بدء الهجوم، الفلسطينيين في بلدة جباليا، ومعسكر جباليا، وأحياء تل الزعتر، والشيخ زايد، والنور، والسلام، والروضة، بمغادرة منازلهم فوراً، واصفاً الإجراء بأنه "إنذار مسبق وأخير قبل الهجوم".
ودعا متحدث جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، في بيان عبر حسابه بمنصة "إكس"، الفلسطينيين إلى "الانتقال بشكل فوري إلى مراكز الإيواء المعروفة في مدينة غزة".
وتفتقر غزة إلى مخيمات إيواء فعلية تضمن الحماية أو توفر الحد الأدنى من الاحتياجات الإنسانية، وسط دمار واسع في البنية التحتية في القطاع.
وتابع: "سيهاجم الجيش الإسرائيلي بقوة شديدة كل منطقة تُطلق منها قذائف صاروخية".
وفي وقت سابق من مساء الثلاثاء، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان اعتراض صاروخين أُطلقا من غزة، وسقوط آخر في منطقة مفتوحة دون وقوع إصابات.
وتسبب إطلاق الصواريخ في تفعيل صفارات الإنذار في عسقلان ومستوطنات "بئير غانيم" ونير يسرائيل" و"سديروت" و"نير عام" و"مفالسيم" وإيفيم" المحاذية لقطاع غزة، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ.
وقالت "سرايا القدس"، الجناح العسكري للحركة في بيان: "قصفنا أسدود وعسقلان وسديروت ومغتصبات غلاف غزة برشقات صاروخية رداً على المجازر الصهيونية بحق أبناء شعبنا الفلسطيني".
تفاقم المجاعة
على صعيد متصل، حذّرت وزيرة التنمية الاجتماعية الفلسطينية، وممثلون عن منظمات دولية، الثلاثاء، من تفاقم المجاعة في قطاع غزة، مع استمرار الحصار الإسرائيلي وإغلاق المعابر، مؤكدين أن القطاع يواجه "كارثة إنسانية".
جاء ذلك خلال اجتماع تنسيقي عقدته وزيرة التنمية الاجتماعية سماح حمد، مع ممثلين عن البنك الدولي، ومنظمة أوكسفام، وبرنامج الغذاء العالمي، لمناقشة الأوضاع الإنسانية في غزة والتدخلات العاجلة، وفق بيان صادر عن مجلس الوزراء الفلسطيني.
وقالت حمد التي ترأس غرفة العمليات الحكومية للتدخلات الطارئة في المحافظات الجنوبية إن "قطاع غزة يعاني من مجاعة حقيقية تهدد حياة المدنيين، خصوصاً الأطفال والنساء وكبار السن" مشيرة إلى أن "أكثر من 60 ألف طفل أصبحوا في حاجة إلى علاج من سوء التغذية، إلى جانب النساء الحوامل".
وأضافت أن "معظم المخابز توقفت عن العمل، والأسواق ومحطات المياه والمستشفيات باتت خارج الخدمة، ما يزيد تفاقم الأزمة".
ودعت المؤسسات الأممية "للضغط على إسرائيل لوقف العدوان وفتح المعابر، لإنقاذ نحو 2 مليون إنسان يعيشون في ظروف غير إنسانية (...) والسماح بإدخال الشاحنات المحملة بالمواد الإنسانية، والغذاء، والدواء".
ومنذ 2 مارس/آذار الماضي، أغلقت إسرائيل معابر القطاع أمام دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية والبضائع، ما تسبب في تدهور كبير في الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين وفق تقارير حكومية وحقوقية ودولية.
من جهتها، أشارت مديرة منظمة أوكسفام، مريم فان دروس إلى "صعوبة الأوضاع في غزة بعد الحصار والتدمير (...) وضرورة تعزيز المناصرة الدولية لقضية المجاعة في غزة، وضمان دخول المساعدات الغذائية الأساسية".
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، قررت الحكومة الفلسطينية إنشاء غرفة عمليات حكومية طارئة للمحافظات الجنوبية، على أن تُمثَّل فيها الوزارات والمؤسسات الحكومية المختصة من موظفي الفئة العليا وتكون في حالة انعقاد دائم.
ويهدف تشكيل الغرفة إلى تعزيز التنسيق وتكامل الجهود الحكومية على الأرض للتعامل مع خطط الإيواء والاستجابة الطارئة في القطاع، وتخضع الغرفة لإشراف رئيس الوزراء محمد مصطفى، وترأسها وزيرة التنمية الاجتماعية سماح حمد.
والاثنين، حذر تقرير دولي من أن كل الفلسطينيين بقطاع غزة يواجهون خطر مجاعة جماعية، مع توقّع أن يواجه نحو نصف مليون شخص "جوعاً كارثياً"، وهي المرحلة الخامسة والأشد في تصنيف انعدام الأمن الغذائي.
ورد تقرير "التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي" الذي شاركت في إعداده 17 وكالة إنسانية تابعة للأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية دولية، ذلك إلى تصاعد الإبادة الجماعية الإسرائيلية، واستمرار إغلاق المعابر ومنع دخول الغذاء والدواء إلى القطاع.
ويعتمد فلسطينيو غزة، البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، بشكل كامل على المساعدات بعدما حولتهم الإبادة الجماعية التي تواصل إسرائيل ارتكابها منذ 19 شهراً إلى فقراء، وفق ما أكدته بيانات البنك الدولي.
وتأتي هذه الأزمة الإنسانية في ظل نزوح أكثر من 90% من فلسطينيي القطاع من منازلهم، بعضهم مر بهذه التجربة لأكثر من مرة، إذ يعيشون داخل ملاجئ مكتظة أو في العراء، ما زاد تفشي الأمراض والأوبئة.
وتواصل إسرائيل حرب إبادة جماعية واسعة ضد فلسطيني قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بما يشمل القتل والتدمير والتجويع والتهجير القسري، متجاهلة كافة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت تلك الحرب التي تدعمها الولايات المتحدة أكثر من 172 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.