وانتقد زيلينسكي بوتين معتبراً أنه أرسل "رؤوساً فارغة" إلى طاولة المفاوضات.
وتحاول أوكرانيا وأوروبا الضغط على ترمب كي يفرض على موسكو حزمة جديدة ضخمة من العقوبات بعد امتناع بوتين عن التوجه إلى تركيا لمحادثات مباشرة مع زيلينسكي.
واتهمت كييف مفاوضي موسكو بتقديم مطالب غير واقعية في محادثات إسطنبول، بما في ذلك المطالبة بالاحتفاظ بمساحات واسعة من الأراضي وهو ما ترفضه أوكرانيا.
وصرح زيلينسكي بأنه ناقش الاستعدادات لحزمة العقوبات المقبلة مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين.
وقال: "النفط الروسي والبنية التحتية لتجارة الطاقة والبنوك والخطط المالية، هذه هي المجالات التي تضر بروسيا أكثر من غيرها، وبالتالي تُسهم بشكل أكبر في تحقيق السلام"، وأوضح أنه يُنسق من كثب كل خطوة مع الشركاء الأوروبيين عقب محادثة أمس مع ترمب.
مفاوضات إسطنبول
في المقابل، صرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، الثلاثاء، بأنه ينبغي تنفيذ القضايا التي جرى الاتفاق عليها مع أوكرانيا في إسطنبول.
وأضافت في تصريح للصحفيين بموسكو أن "روسيا مستعدة لمواصلة الاتصالات مع الجانب الأوكراني بشأن القضايا المذكورة"، وأوضحت أن الجانبين توصلا في إسطنبول لاتفاق تبادل أسرى كبير، يشمل إطلاق سراح ألف أسير من كل جانب.
وأردفت: "المهم الآن هو تنفيذ القضايا المتفق عليها في إسطنبول، وتشمل تبادلاً واسع النطاق للأسرى، وعرض الأطراف وجهات نظرهم بشأن وقف إطلاق النار المحتمل بشكل مفصل، وستتخذ الخطوات المناسبة وفقاً لهذه القضايا"، وأعربت عن أملها في أن تتبنى إدارة كييف نهجاً "بناء" تجاه هذه القضية.
وقالت: "بالنظر إلى التصريحات والخطوات والأفعال المتناقضة لـ(الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي بشأن رغبته في السلام، فقد حان الوقت لكي تتخذ كييف قراراً، ويجب إثبات ذلك بأفعال وخطوات ملموسة".
ولفتت زاخاروفا إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى محادثة هاتفية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أمس، وأضافت: "أكد الجانب الروسي عزمه على إيجاد حل عادل ونهائي للأزمة الأوكرانية، وفي هذا السياق، ستقترح موسكو على كييف العمل على مذكرة تفاهم بشأن اتفاق سلام محتمل".
وشددت أن موسكو لم تتخلَّ أبداً عن المفاوضات مع أوكرانيا، مضيفة أن "روسيا مستعدة لمواصلة الاتصالات مع الجانب الأوكراني بشأن القضايا المطروحة، وقد قوبل هذا النهج بتفهم من جانب ترمب"، وأكدت أن محاولات الغرب للضغط على روسيا بشأن أوكرانيا وفرض الإنذارات وتقييد روسيا زمنياً والتهديد والابتزاز ليست بناءة.
والاثنين، أجرى الرئيسان ترمب وبوتين مباحثات هاتفية بشأن جهود إنهاء الحرب الروسية-الأوكرانية، ونتائج مفاوضات إسطنبول بين موسكو وكييف.
وذكر ترمب أنه بعد اتصاله الهاتفي مع بوتين، أطلع الزعماء الأوروبيين، ولا سيما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على فحوى الاتصال، ولفت إلى أن الفاتيكان، ممثلاً بالبابا ليو الرابع عشر، أبدى أيضاً رغبة كبيرة في استضافة المفاوضات، وأضاف قائلاً: "ليبدأ المسار".
واستضافت إسطنبول، الخميس والجمعة، مفاوضات سلام بين روسيا وأوكرانيا، انتهت بالتوصل إلى اتفاق على تبادل ألفي أسير بين البلدين.
ومنذ 24 فبراير/شباط 2022، تشن روسيا هجوماً عسكرياً على جارتها أوكرانيا وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخلاً" في شؤونها.