الحرب على غزة
4 دقيقة قراءة
تجاوزت نسبته 25%.. تشوهات الأجنة تهدد قطاع غزة وسط قصف سامٍّ وحصار خانق
في أحد أخطر التداعيات الصحية الناجمة عن حرب الإبادة التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي على غزة منذ أكثر من عام ونصف، تتفاقم ظاهرة تشوّه الأجنة بين النساء الفلسطينيات بشكل غير مسبوق، وفق إدارة الإغاثة الطبية في القطاع.
تجاوزت نسبته 25%.. تشوهات الأجنة تهدد قطاع غزة وسط قصف سامٍّ وحصار خانق
تجاوزت نسبته 25%.. تشوهات الأجنة تهدد قطاع غزة وسط قصف سام وحصار خانق / AA
6 مايو 2025

فإلى جانب استخدام الاحتلال أسلحة يُشتبه في كونها محظورة دولياً تؤثر في صحة الحوامل والمواليد على حد سواء، تتفاقم الأزمة نتيجة سوء التغذية الحاد، وانعدام الرعاية الطبية، ونقص الأدوية.

وتسجل المستشفيات التي على وشك التوقف عن عملها، حالات صادمة لأجنة يعانون من تشوهات خلقية خطيرة، وسط غياب أجهزة الفحص والتصوير. وتزداد المخاوف من أن تتحول هذه الظاهرة إلى أزمة ممتدة تطول أجيالاً كاملة، في ظل استمرار الحرب والحصار وانهيار النظام الصحي.

تشوّهات بنسب "غير مسبوقة"

أفادت مصادر طبية بأن التشوهات الخلقية سجلت ارتفاعاً حاداً منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مُرجعةً السبب إلى استنشاق الغازات السامة والإشعاعات الناتجة عن القصف.

حسب الدكتور محمد أبو عفش، مدير الإغاثة الطبية في مدينة غزة وشمال القطاع، فإن نسبة تشوه الأجنة في غزة تجاوزت 25%، وهي نسبة وصفها بأنها "مرتفعة وخطيرة وغير مسبوقة"، مشيراً إلى تسجيل حالات صادمة، بينها جنين وُلد بنصف جمجمة، وحالات أخرى يعاني فيها الأطفال من مشكلات في العيون والجهاز التنفسي وانعدام الأطراف، بالإضافة إلى إجهاضات في الشهور الأولى، أو ولادات مبكرة.

أبو عفش حذّر من خطر كبير يهدد حياة ما لا يقل عن 150000 سيدة حامل في القطاع، نتيجة استنشاقهن الغازات السامة ونقص المناعة، لافتاً إلى غياب أجهزة التحاليل اللازمة للكشف المبكر عن التشوهات الخلقية، بعد تدمير العيادات والمختبرات ومنع إدخال المستلزمات الطبية.

من جهته، يؤكد مدير عام المستشفيات في غزة، الدكتور مروان الهمص، أن حالات تشوه الأجنة تخطّت المستويات الطبيعية، مسجّلةً نحو 200 حالة لكل 1000 مولود، مقارنةً بالمعدل الطبيعي الذي حددته منظمة الصحة العالمية وهو 40 حالة فقط.

كما تشير بيانات وزارة الصحة إلى أن أكثر من 55 ألف طفل وُلدوا خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية، بينهم 144 حالة تشوّه خلقي، وفق ما أفاد به المدير العام لوزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة منير البرش، الذي رجح أن هذه الحالات مرتبطة باستخدام إسرائيل أسلحة جديدة جرت تجربتها ميدانياً ضد المدنيين، بمن في ذلك الأطفال والنساء.

وفي 28 يناير/كانون الثاني 2025، نشرت منظمة هيومن رايتس ووتش تقريراً حذّرت فيه من المخاطر الجسيمة التي تواجهها النساء الحوامل في غزة، في ظل استمرار الإبادة الجماعية وتدمير النظام الصحي، مشيرةً إلى ظروف تتهدد الحمل والولادة وحياة المواليد.

كما ذكرت المنظمة أن خبراء في صحة الأمومة أفادوا في يوليو/تموز الماضي بأن نسبة الإجهاض التلقائي ارتفعت بنسبة 300% منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

أما الطبيب الأردني بلال العزام، جراح الأطفال الذي زار غزة ضمن وفد طبي أمريكي-أوروبي في فبراير/شباط الماضي، فأكد في تصريحات إعلامية سابقة أنهم عاينوا عدداً من حالات التشوهات الخلقية الناتجة عن القصف المستمر، ووصف المشاهد بأنها "مروعة لم يشهد مثلها من قبل".

التأثير الكارثي للأسلحة المحرَّمة

في وقت سابق قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إنها تحققت من استخدام إسرائيل قنابل فسفورية في قطاع غزة وعلى الحدود اللبنانية. كما أكدت منظمة العفو الدولية استخدام إسرائيل قنابل الفسفور الأبيض في غزة، وأفادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بوجود تقارير تدعم ذلك، ما أدى إلى أضرار فادحة بين المدنيين في ظل الاكتظاظ السكاني الكبير في القطاع.

وحسب تقييم دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام، فإن مخلفات الحرب في غزة تشمل مواد مشعة، والفسفور الأبيض، والهالوجينات، والمعادن الثقيلة، ما قد يترك أثراً بيئياً ساماً ويُحدث "أضراراً لا توصَف" على صحة الإنسان.

ويؤكد مدير عام المستشفيات في غزة، الدكتور مروان الهمص، أن هذه المخلفات أدت إلى ارتفاع حاد في نسبة العيوب الخَلقية بين المواليد الجدد، مع العثور على مستويات مرتفعة للغاية من الديوكسينات في دماء الأمهات الحوامل وحليب الثدي، وكذلك في التربة والرواسب والأطعمة.

ويبيِّن أن نسبة تلوث الهواء بأول أكسيد الكربون بلغت 700%، إضافةً إلى وجود جسيمات غريبة ناتجة عن المتفجرات لم يجرِ التعرف إليها بعد، مما يرجح ارتفاعاً في حالات الإصابة بالسرطان.

من جانبهم، لاحظ متخصصون في الفيزياء أن الاحتلال استخدم أسلحة كيميائية وبيولوجية وحرارية، وذكروا أن بعض المتفجرات تعمل عبر تفاعل كيميائي يولِّد انفجاراً وموجة حرارية شديدة، يمكن أن تؤدي إلى تدمير الأنسجة والتسبب في ضرر بالغ للأجنة.

ويشير المتخصصون إلى أن استخدام المتفجرات المعدنية الخاملة الكثيفة، أدى إلى تمزيق الأنسجة البشرية، كما أن استخدام اليورانيوم والقنابل العنقودية تسبب في حالات تشوه جنيني وإجهاض.

وأكد مواطنون في غزة أنهم لاحظوا تغيّرات غير مألوفة في أصوات الانفجارات، ما يعزز فرضية استخدام إسرائيل أسلحة جديدة وتجريبية، يُعتقد أنها تؤثر بيولوجياً على الحوامل والأجنة.

وفي يوليو/تموز 2024، أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم أسلحة تصنّف حرارية أو كيميائية محرّمة دولياً ضمن عملياتها العسكرية في القطاع.

مصدر:TRT ARABI
اكتشف
غزة.. شهداء بمجزرة جديدة للاحتلال بحق نازحين وأونروا تُحذر من "التجويع المتعمّد" في القطاع
انتقاد أممي وأوروبي لـ”تسييس” إسرائيل لمساعدات غزة واستخدامها سلاحاً ضد الفلسطينيين
عقيدة التفكيك الإسرائيلية.. الدروز هدف وليسوا حليفاً
تجاوزت نسبته 25%.. تشوهات الأجنة تهدد قطاع غزة وسط قصف سامٍّ وحصار خانق
أكثر من 32 شهيداً في مجازر جديدة بغزة.. والاحتلال يقرّر توسيع الإبادة في رفح
الحوثيون: ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الأمريكي-الإسرائيلي على الحديدة إلى 4 شهداء و39 مصاباً
ويتكوف يعلن عن مبادرات بشأن مساعدات لغزة وسط تحذير أممي من تفاقم المجاعة
رشيدة طليب تتهم واشنطن بالتواطؤ في "الإبادة الجماعية" ضد الفلسطينيين
حماس: تصديق الكابينت الإسرائيلي على توسيع الحرب تضحية بالأسرى وتجديد لدورة الفشل
جيش الاحتلال يعلن "مرحلة أعنف" من الإبادة في غزة.. والكابينت يصدّق على الخطة
جيش الاحتلال يواصل حملته في طولكرم وجنين.. ويعيد اعتقال محررين ويهدم منازل
وسط انهيار صحي وشيك.. أكثر من 50 شهيداً في يوم دامٍ عقب تصعيد الاحتلال غاراته على غزة
الرئيس الفنزويلي: إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة والمجتمع الدولي شريك بالصمت
محامو الطالبة التركية المعتقلة بأمريكا: أوزتورك محتجزة في ظروف سيئة وحالتها الصحية تتفاقم
مشيخة عقل الدروز في سوريا تدين العدوان الإسرائيلي وتدعو لإعادة الأمن ونبذ الفتن
ألق نظرة سريعة على TRT Global. شاركونا تعليقاتكم
Contact us