جاء ذلك خلال كلمة متلفزة ألقاها الحية، وبثّتها الحركة عبر منصاتها الرقمية الرسمية.

وأشار الحية إلى أن "الاتفاقات الجزئية المتعلقة بغزة لا تعدو كونها غطاءً لأجندة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، القائمة على استمرار الحرب والإبادة والتجويع".

وأضاف: "نؤكد استعدادنا للبدء الفوري في مفاوضات الرزمة الشاملة، لإطلاق سراح جميع الأسرى (الإسرائيليين) مقابل عدد متفق عليه من أسرانا لدى الاحتلال، والوقف التام للحرب، والانسحاب الكامل من القطاع، وبدء الإعمار، وإنهاء الحصار".

وكانت مصر، بالتنسيق مع قطر والولايات المتحدة، قد نجحت في يناير/كانون الثاني 2025 بالتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة "حماس"، ينص على وقف إطلاق النار في غزة ضمن مراحل متعددة. إلا أن تل أبيب انتهكت الاتفاق واستأنفت حرب الإبادة في مارس/آذار الماضي.

وقد تنصل نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، من بدء المرحلة الثانية من الاتفاق، واستأنف العمليات العسكرية في غزة في الثامن عشر من مارس/آذار، استجابة للجناح الأكثر تطرفاً في حكومته اليمينية.

ورحب الحية في كلمته بموقف المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي، آدم بولر، الداعي إلى إنهاء ملف الأسرى والحرب معاً، مشيراً إلى أن هذا الطرح يتقاطع مع موقف "حماس" الذي ينص على الاستعداد للتوصل إلى اتفاق شامل حول تبادل الأسرى ضمن "رزمة واحدة"، مقابل وقف الحرب وانسحاب الاحتلال من قطاع غزة، وبدء إعادة الإعمار.

وشدد على أن "المقاومة وسلاحها مرتبطان بوجود الاحتلال، وهما حق طبيعي لشعبنا، كما هو الحال مع جميع الشعوب الواقعة تحت الاحتلال".

وكان بولر قد صرح، في وقت سابق الخميس، بأن "الحرب على قطاع غزة ستتوقف في حال أُطلق سراح المختطفين (الأسرى) الإسرائيليين بضمانته"، مضيفًا في لقاء تلفزيوني: "أنا أضمن توقف الحرب في اليوم الذي يخرج فيه المختطفون. بإمكان حماس التواصل معنا في أي وقت لإنهاء كل ما يجري".

ومنذ استئنافها الإبادة، قتلت إسرائيل 1691 فلسطينيًا وأصابت 4464 آخرين، غالبيتهم من الأطفال والنساء، بحسب معطيات وزارة الصحة في القطاع حتى صباح الخميس.

ودعا الحية إلى تدخل فوري من المجتمع الدولي، وممارسة الضغوط لإنهاء الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة، مشيرًا إلى أن "أكثر من مليوني إنسان في غزة يتعرضون للإبادة عبر التجويع".

وأكد أن "حماس" والفصائل الفلسطينية عملت على وقف الإبادة على مدى أكثر من عام ونصف من المفاوضات، وصولاً إلى اتفاق 17 يناير/كانون الثاني 2025 بمراحله الثلاث، مضيفاً أن الحركة أوفت بجميع التزاماتها، في حين اتهم نتنياهو وحكومته بـ"الانقلاب" على الاتفاق واستئناف الإبادة قبل استكمال المرحلة الأولى.

كما أشار إلى أن الحركة كانت قد وافقت على مقترح للوسطاء في نهاية شهر رمضان الماضي (الذي انتهى في التاسع والعشرين من مارس)، رغم قناعتها بأن نتنياهو يصر على استمرار الحرب لحماية مستقبله السياسي، مؤكداً أن نتنياهو رفض المقترح لاحقاً رغم موافقة حماس عليه.

وأضاف أن ردّ نتنياهو على مبادرة الوسطاء جاء بمقترح يحمل شروطاً تعجيزية، لا يفضي إلى وقف الحرب أو الانسحاب من قطاع غزة.

وكانت "حماس" قد أعلنت في الرابع عشر من مارس/آذار موافقتها على مقترح للوسطاء، يتضمن استئناف المفاوضات مقابل الإفراج عن الأسير الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر، وتسليم جثامين أربعة أسرى من مزدوجي الجنسية، إلا أن إسرائيل رفضت المقترح وواصلت حرب الإبادة.

ومنذ نحو أسبوع، وقّع أكثر من 120 ألف إسرائيلي، بينهم عسكريون متقاعدون وجنود احتياط، عشرات العرائض التي تطالب نتنياهو والجيش بإعادة الأسرى "دفعة واحدة" من غزة، ولو كان الثمن وقف الحرب.

وبدعم أمريكي، تواصل إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 ارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، أسفرت عن أكثر من 167 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود.