جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع الرئيس السوري أحمد الشرع في قصر الإليزيه في إطار زيارة رسمية إلى باريس، هي الأولى له لدولة أوروبية منذ تولي الرئيس السوري مهام منصبه.
وقال ماكرون إن “سقوط بشار الأسد لاقى ارتياحاً لدى الجميع، وعلى السوريين اليوم أن يتحدوا لتحقيق السلام والاستقرار”، بحسب وكالة الأنباء السورية "سانا".
وتابع الرئيس الفرنسي أن "سوريا تواجه صعوبات كبيرة، وعلى المجتمع الدولي التعاون معها ودعمها للتغلب على هذه الصعوبات".
وشدد "على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية والمساواة في الحقوق بين جميع مكونات الشعب السوري"، وقال إن "اعتداءات إسرائيل على الأراضي السورية ممارسة سيئة وانتهاك لسيادة ووحدة سوريا".
وأكد أن "فرنسا مستعدة للتعاون مع سوريا من أجل محاربة داعش بما فيه مصلحة البلدين".
الشرع:
ومن جانبه، قال الرئيس السوري أحمد الشرع: "نجري مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل عبر وسطاء لتهدئة الأوضاع، بحيث لا تصل الأمور إلى حد تُفقد فيه السيطرة من كلا الطرفين".
وأضاف: "إسرائيل قصفت سوريا أكثر من 20 مرة الأسبوع الماضي، وعليها التوقف عن تصرفاتها العشوائية وتدخلها في الشأن السوري"، وأشار إلى أنه جرى الحديث مع كل الجهات أن "سوريا ملتزمة اتفاق عام 1974 (اتفاق فض الاشتباك مع إسرائيل)".
ورغم أن الإدارة السورية الجديدة برئاسة الشرع لم تهدد إسرائيل بأي شكل، تشن تل أبيب بوتيرة شبه يومية منذ أشهر غارات جوية على سوريا، ما أدى لمقتل مدنيين، وتدمير مواقع عسكرية وآليات وذخائر للجيش السوري.
في سياق آخر، أعرب الشرع عن شكره للرئيس والشعب الفرنسي على استقبال اللاجئين السوريين في السنوات الماضية وعلى استقباله اليوم، وقال: "فرنسا كانت صديقة للشعب السوري ووقفت إلى جانبه طوال سنوات الثورة".
وتابع الشرع: "عندما نهض الشعب السوري في 2011 ضد نظام الأسد لم نكن نتوقع أن تمر ثورتنا بمراحل عدة وتتعرض لأقصى درجات العنف، لكن الشعب رفض الخضوع للاستبداد".
وأضاف "ناقشت اليوم مع الرئيس ماكرون سبل التقدم في القضايا ذات الاهتمام المشترك وإعادة الإعمار واستقرار سوريا الذي يمثل استقرار المنطقة بأكملها".
وقال الرئيس السوري: "ندرك أن فترة ما بعد الثورة صعبة، ونحاول بشكل جماعي استيعاب انتهاء حكم استبدادي استخدم الطائفية والرعب سلاحاً ضد المجتمع السوري طوال 54 عاماً".
وأوضح أن بلاده شهدت "مؤخراً أحداثاً مأساوية وتحركنا سريعاً لمواجهة الهجمات، وشكلنا لجنة للتحقيق في الأحداث التي افتعلها مسلحون تابعون للنظام البائد في الساحل، ورحب مجلس حقوق الإنسان بتشكيلها"، وأكد: "لن نسمح بالفتن الطائفية ولا بانتهاك سيادة سوريا من أطراف خارجية".
وقال الشرع: "ورثنا بنية تحتية مدمرة، مدناً دمرت بيوتها وبلا كهرباء، وإعادة الإعمار من أولوياتنا القصوى ونسعى إلى توفير الخدمات الأساسية وضمان حياة كريمة للمواطنين".
وأشار إلى أن "سوريا ليست على هامش الخريطة اليوم واقتصادها مرتبط بالاقتصاد العالمي ويجب رفع العقوبات المفروضة عليها جراء ممارسات النظام البائد وليس هناك أي مبرر لبقائها، لأنها ستكون عقوبات على الشعب".
وأعرب عن أمله "أن تكون هناك بشائر للشعب السوري نخرج منها بعد هذا الاجتماع"، وقال "مستقبل سوريا لن يصاغ في غرف مغلقة، ولن يقرر في عواصم بعيدة".
وقال الشرع: "أحداث الساحل نفذها فلول النظام السابق، وتسببوا بالمقتلة، وشكلنا لجنتين إحداهما للسلم الأهلي والثانية لتقصي الحقائق، وسنحاسب مرتكبي الجرائم والمسؤولين عنها". وأضاف: "سوريا أكثر من تعرض للإرهاب من النظام البائد وهي تتضامن مع ضحايا الإرهاب في كل مكان ولا علاقة لنا بأي عمل إجرامي خارج سوريا".
وأكد: "مارسنا أعمالنا القتالية لتحرير سوريا بكل شرف وأمانة، وأنقذنا المنطقة من إرهاب كان يجثم على صدور السوريين والمنطقة".
وفي وقت سابق، الأربعاء، وصل الشرع إلى مطار شارل ديغول بباريس، وكان ماكرون في استقباله لدى وصوله إلى قصر الإليزيه.
وفي 8 ديسمبر/كانون الأول 2024 أكملت فصائل سورية سيطرتها على البلاد، منهية 61 عاماً من حكم حزب البعث، و53 سنة من سيطرة عائلة الأسد، بينها 24 عاماً تولى خلالها بشار الأسد الرئاسة (2000-2024).
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، أعلنت الإدارة السورية الجديدة الشرع رئيساً للبلاد خلال فترة انتقالية من المقرر أن تستمر 5 سنوات.