وأفادت وزارة الصحة اللبنانية في بيان، بأن الغارات الإسرائيلية أسفرت في حصيلة أولية عن "سقوط شهيد وجرح ثمانية مدنيين"، مشيرة إلى أن فرق الإسعاف والدفاع المدني تعمل على نقل المصابين وتقييم الأضرار في المنطقة المستهدفة.
وقالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية: "نفَّذ الطيران الحربي الإسرائيلي (...) عدواناً جوياً واسعاً على منطقة النبطية".
وتابعت: "شنّت (الطائرات) سلسلة غارات عنيفة على دفعتين، مستهدفةً الأودية والمرتفعات والأحراج الممتدة بين بلدات كفرتبنيت والنبطية الفوقا وكفررمان".
وأضافت الوكالة: "أحدثَ دويّ الصواريخ الملقاة انفجارات هائلة تردّدَت أصداؤها في معظم مناطق النبطية والجنوب".
وأشارت إلى أن الانفجارات "أثارت أجواء من الرعب والهلع لدى المواطنين الذين هُرع معظمهم إلى المدارس لإجلاء أولادهم الطلاب".
كما "تسببت حالة الهلع في ازدحام سير في الطرقات، وكانت عشرات سيارات الإسعاف تعبر باتجاه محيط المناطق المستهدفة، فيما أقفل معظم الدوائر الرسمية (المؤسسات العامة) أبوابه".
ودعا رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام في تصريح صحفي خلال جولة بمحافظة بعلبك (شرق) اليوم الخميس، إلى وضع حدّ للانتهاكات الإسرائيلية "في أسرع وقت ممكن".
وأوضح سلام أن حكومته لم تدّخر "أي جهد دبلوماسي من أجل انسحاب إسرائيل ووقف انتهاكاتها".
وتُعَدّ تلك الغارات الإسرائيلية الأعنف والأوسع نطاقاً منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، ما يجعلها تصعيداً غير مسبوق في حدّته منذ ذلك الحين.
وفي 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، شنّت إسرائيل عدواناً على لبنان تحوَّل إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/أيلول 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح، إضافةً إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.
ومنذ بدء وقف إطلاق النار ارتكبت تل أبيب ما لا يقل عن 2775 خرقاً له، ما خلّف 199 قتيلاً و491 جريحاً على الأقل، وفق بيانات رسمية.
وتنصلت من استكمال انسحابها من جنوب لبنان بحلول 18 فبراير/شباط الماضي، خلافاً للاتفاق، إذ نفَّذت انسحاباً جزئياً وتواصل احتلال 5 تلال لبنانية رئيسية، ضمن مناطق احتلتها في الحرب الأخيرة.