وبحسب الصحيفة العبرية، فإن العلاقات الشخصية بين ترمب ونتنياهو تشهد "تراجعاً ملحوظاً"، وسط ما وصفته بـ"خيبة أمل متبادلة".
ونقلت عن مصدرين بارزين في محيط ترمب قولهما في محادثات مغلقة، إن الرئيس الأمريكي "لن ينتظر أكثر"، مضيفين أن "الوقت حان للتحرك قدماً في الشرق الأوسط، بغضّ النظر عن موقف نتنياهو".
وذكرت الصحيفة أن أولويات ترمب في هذه المرحلة تتركز على تعزيز مصالح الولايات المتحدة في المنطقة، لا سيما في ملفات تتعلق بالسعودية ودول الخليج، بما في ذلك المسار المتعثر لتطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب بوساطة أمريكية.
ونقلت عن المصادر أن ترمب يرى أن نتنياهو "يماطل في اتخاذ قرارات حاسمة"، ما دفعه إلى اتخاذ موقف مستقل وبدء تحركات دبلوماسية دون التنسيق مع الحكومة الإسرائيلية.
جدير بالذكر أن السعودية تشترط لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل وقف الحرب الإسرائيلية على غزة، والانخراط في عملية سياسية جادة تفضي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وتفيد تقارير أمريكية وإسرائيلية بأن الرياض تطالب كذلك بضمانات أمريكية لبرنامج نووي مدني، إلى جانب الحصول على أسلحة متقدمة، وهي مطالب لم تُعلَن رسمياً بعد.
في المقابل يواصل نتنياهو رفضه إقامة دولة فلسطينية، ويدفع قدماً بخطط ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية، في خطوة تهدد مباشرةً فرص تطبيق حل الدولتين.
الصحيفة أشارت أيضاً إلى أن ترمب غاضب مما يعتقد أنه محاولات من جانب نتنياهو ومساعديه لدفع مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق مايك والز نحو تنفيذ عمل عسكري ضد إيران، وهو ما ساهم في إقالة الأخير.
وردّاً على هذه الاتهامات، قال نتنياهو إنه تحدث مع والز مرة واحدة فقط، إلا أن ترمب لم يقتنع بتفسيره.
وفي مؤشر إضافي على تراجع العلاقة بين ترمب وتل أبيب، كشفت "إسرائيل اليوم" أن الولايات المتحدة توصلت مؤخراً إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع جماعة الحوثي في اليمن دون إشراك إسرائيل أو إبلاغها مسبقاً، وهو أثار استغراب المسؤولين الإسرائيليين الذين لم يتمكنوا من الحصول على معلومات من البيت الأبيض حول الاتفاق طوال يوم كامل بعد إعلانه.
وتأتي هذه التوترات في وقت تتواصل فيه المفاوضات غير المباشرة بين واشنطن وطهران برعاية سلطنة عُمان بشأن البرنامج النووي الإيراني.
ووسط مؤشرات على تقارب محتمل، تواصل إسرائيل اتهام إيران بالسعي لتطوير سلاح نووي، فيما تصرّ طهران على أن برنامجها يهدف إلى أغراض سلمية فقط.
وبينما لا تزال إسرائيل الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تمتلك ترسانة نووية خارج إطار الرقابة الدولية، تواصل أيضاً احتلال أراضٍ في فلسطين وسوريا ولبنان، ما يزيد من تعقيدات التوازنات الإقليمية.
كذلك نقلت الصحيفة أن زيارة ترمب المرتقبة للمنطقة، التي تشمل السعودية وقطر والإمارات، لا تتضمن حتى الآن محطة في إسرائيل، وهو ما اعتبرته الصحيفة دليلاً إضافياً على عمق الخلاف.
واختتمت "إسرائيل اليوم" تقريرها بالإشارة إلى أن تصريحات نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، خلال الساعات الأخيرة، حول استعداد إسرائيل لمواصلة الحرب على غزة بمفردها، تعكس شعوراً متزايداً بالعزلة وفقدان الغطاء السياسي الأمريكي المعتاد.