وأعلن سكرتير وزارة الخارجية الهندي، فيكرام ميسري، أن "انتهاكات متكررة" جرى تسجيلها في الساعات الأخيرة، مؤكداً أن القوات المسلحة الهندية "ردت بشكل مناسب" على هذه الخروقات، ودعا باكستان إلى اتخاذ إجراءات جدية ومسؤولة لاحتواء الوضع.
في المقابل، شددت وزارة الخارجية الباكستانية على التزام إسلام آباد تنفيذ وقف إطلاق النار، متهمة القوات الهندية بخرقه، وأشارت إلى أن القوات الباكستانية تتعامل مع الوضع بـ"مسؤولية وضبط للنفس"، مؤكدة أن مثل هذه القضايا يجب معالجتها عبر قنوات التواصل المناسبة.
وشهدت مدينة سريناغار، كبرى المدن في القسم الذي تسيطر عليه الهند من إقليم جامو وكشمير، انفجارات قوية تبعها تدخل لأنظمة الدفاع الجوي، وفق ما أفاد صحافيون. وفي المقابل، أبلغ مسؤولان باكستانيان عن تبادل متقطع لإطلاق النار بين الجانبين في ثلاث مناطق على طول خط المراقبة في كشمير.
ويأتي هذا التصعيد بعد أيام من تبادل البلدين قصفاً مدفعياً وهجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ، مما أثار مخاوف من اندلاع حرب شاملة بين القوتين النوويتين، ودفع عدداً من العواصم الأجنبية إلى الدعوة إلى ضبط النفس.
وفي نفس السياق، أعلن ترمب، عبر منصته "تروث سوشال"، عن التوصل إلى وقف شامل وفوري لإطلاق النار بين الهند وباكستان بعد وساطة أميركية خلال "ليلة طويلة من المحادثات"، مشيداً بما وصفه بـ"المنطق السليم والذكاء العظيم" لدى الطرفين.
وأكد وزير الخارجية الباكستاني إسحق دار أن الاتفاق نُفذ بشكل فوري، فيما أشار مصدر حكومي هندي إلى أن الاتفاق جاء عقب مفاوضات مباشرة بين الجانبين، وأن المحادثات لم تتطرق إلى قضايا أخرى.
من جانبه، أوضح وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، أن الاتفاق جاء نتيجة مفاوضات مكثفة أجراها مع نائب الرئيس جاي دي فانس ورئيسي وزراء الهند وباكستان. وأعلن أن المحادثات ستتوسع لاحقاً لتشمل قضايا أوسع في مكان محايد.
ورحّب رئيس الوزراء الباكستاني، شهباز شريف، بالوساطة الأميركية، مؤكداً تقدير بلاده للدور الدولي في التهدئة، وهو ما لقي ترحيباً دولياً.
أما الأمم المتحدة، فعبّر أمينها العام أنطونيو غوتيريش عن أمله بأن يسهم الاتفاق في تحقيق "سلام دائم"، بينما أبدت الصين دعمها للعملية، محذّرة من أي تصعيد بسبب قربها الجغرافي من النزاع.
وعبّر سكان المناطق الحدودية في إقليم جامو كشمير عن ارتياحهم. وفي الجانب الهندي، رحّب رئيس الحكومة المحلية عمر عبد الله بالاتفاق، مشيراً إلى أنه سيسهم في تحسين إيصال الإمدادات ومعالجة الجرحى.
وتصاعد التوتر بين الهند وباكستان في 22 أبريل/نيسان، عقب إطلاق مسلحين النار على سائحين في بلدة باهالغام في القسم الذي تسيطر عليه الهند من إقليم جامو وكشمير، ما أسفر عن مقتل 26 شخصاً وإصابة آخرين.