وأفادت مصادر طبية وشهود عيان باستشهاد 16 فلسطينياً على الأقل في غارات إسرائيلية على مناطق متفرقة من القطاع.
وقالت المصادر الطبية إنّ عشرة فلسطينيين استُشهدوا جرّاء غارتين، استهدفت الأولى منزلاً لعائلة أبو خاطر في منطقة معن شرق خان يونس، وأسفرت عن استشهاد أربعة أشخاص، فيما استهدفت الثانية خيمة نازحين لعائلة أبو سمرة في منطقة قيزان رشوان جنوب المدينة، وأسفرت عن استشهاد ستة آخرين.
وأفاد شهود عيان بأن عدداً من الفلسطينيين أُصيبوا في قصف إسرائيلي استهدف خمس مركبات متوقفة في مناطق متفرقة من خان يونس.
وأضاف شهود عيان أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف خيمة في شارع الكنيسة في منطقة المواصي غرب خان يونس، ما أسفر عن وقوع عدد من الإصابات.
وفي المحافظة الوسطى استُشهدت سيدتان وأُصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية في مخيم النصيرات، وفق إفادة مصدر طبي.
وقال شهود إنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي استهدف خيمة في منطقة السوارحة، وورشة لصيانة المركبات في مدخل مخيم المغازي وسط القطاع. كما قصف مركبتين متوقفتين في الزوايدة والنصيرات، فيما لم يُبلَّغ عن وقوع إصابات.
وفي مدينة غزة استُشهد أربعة فلسطينيين في غارتين استهدفتا منزلين في حي الشجاعية شرقي المدينة.
ونعت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية في غزة ثلاثة من كوادرها قتلهم الاحتلال الإسرائيلي منذ تصعيد العدوان في 18 مارس/آذار الجاري.
وقالت الوزارة في بيان لها إن الاحتلال الإسرائيلي قتل كلاً من "رشيد أبو جحجوح، مدير عام بالوزارة، ومنار أبو خاطر، مدير تعليم شرق خان يونس، وجهاد الأغا، رئيس قسم الإشراف شرق خان يونس".
حصار حي تل السلطان
لليوم الثاني على التوالي يستمر الاحتلال الإسرائيلي في حصار حي تل السلطان غربي مدينة رفح، وسط شهادات عن انتهاكات جسيمة بحق سكانه.
وحذرت البلدية، في بيان لها الاثنين، من أن الحي يتعرض لـ"إبادة"، إذ تفرض قوات الاحتلال حصاراً محكماً على آلاف المدنيين، بينهم نساء وأطفال وكبار سن، تحت نيران القصف العنيف.
وأكدت البلدية في بيانها أن "المحاصَرين يُتركون للنزيف حتى الموت، فيما يموت الأطفال جوعاً وعطشاً وسط انهيار كامل للخدمات الصحية".
وأضاف البيان أن مصير طواقم الإسعاف والدفاع المدني لا يزال مجهولًا منذ أكثر من 36 ساعة، بعد فقدان الاتصال بهم في أثناء توجههم إلى تل السلطان لإنقاذ المصابين.
ودعت البلدية إلى تدخل دولي فوري لإنقاذ المحاصَرين وفتح ممرات آمنة لإجلائهم وإيصال المساعدات العاجلة.
من جهته أكد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، في بيان له، أن القطاع يواجه كارثة إنسانية غير مسبوقة نتيجة استمرار الحصار الإسرائيلي وإغلاق المعابر.
وأوضح المكتب أن الاحتلال يواصل، لليوم الثالث والعشرين على التوالي، إغلاق المعابر، متسبباً في منع دخول 600 شاحنة مساعدات يومياً، إلى جانب 50 شاحنة وقود، مما أدى إلى تدهور الخدمات الصحية والغذائية في القطاع.
وأشار البيان إلى أن الاحتلال الإسرائيلي قطع الكهرباء عن محطة تحلية المياه في دير البلح، مما أدى إلى توقف توريد 20,000 كوب من المياه يومياً لمحافظتَي الوسطى وخان يونس، ما ينذر بتفاقم أزمة العطش وانتشار الأمراض المعدية، وسط انهيار كامل للقطاع الصحي والخدمات الأساسية.
وحذّر المكتب الإعلامي الحكومي من أن منع الاحتلال دخول الأدوية والمستلزمات الطبية وقِطَع الغيار لمولّدات المستشفيات أدى إلى تفاقم الأزمة الصحية، إذ بات آلاف المرضى مهددين بفقدان حياتهم نتيجة نقص العلاجات اللازمة.
منذ استئناف الاحتلال عدوانه على غزة فجر الثلاثاء وحتى الأحد، استُشهد 674 فلسطينياً وأصيب 1,233 آخرون، معظمهم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
ويُعَدّ هذا التصعيد أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار، إذ امتنعت إسرائيل عن تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق بعد انتهاء المرحلة الأولى مطلع مارس/آذار الجاري، رغم التزام حركة حماس بنود الاتفاق.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة في غزة، خلّفت أكثر من 162 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، وسط صمت دولي مطبق.