وركزت العمليات العسكرية في مناطق متفرقة من الضفة، بما في ذلك الشمال والوسط والجنوب، حيث تعرضت منازل وممتلكات فلسطينية للتفتيش والتخريب.
وفي شمال الضفة، اقتحمت قوات الاحتلال مدينة قلقيلية، واعتقلت 5 فلسطينيين، بعد مداهمة منازلهم وتفتيشها، كما شملت الاقتحامات منطقة نابلس، حيث اعتُقل 4 فلسطينيين، ثلاثة منهم من قرية يتما ورابع من قرية بورين، جنوب المدينة.
وفي جنين، اعتقل جيش الاحتلال مواطناً من قرية بير الباشا، وداهم عدداً من المنازل، بما في ذلك منزل عائلة الشهيد وسام وليد خشان، حيث دمَّر محتوياته. وأصدر الجيش تهديدات بتدمير المنزل بالكامل إذا لم يسلم شقيق وسام، أحمد، نفسه.
وفي وسط الضفة، شملت عمليات الاعتقال 3 فلسطينيين من بلدة سلواد، شرق رام الله، بينما اقتحمت قوات الاحتلال مدينة الخليل وبلدات سعير وحلحول ومخيم العروب جنوباً دون الإبلاغ عن أي اعتقالات في تلك المناطق.
ومنذ بدئه حرب الإبادة على قطاع غزة، صعّد جيش الاحتلال والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 937 فلسطينياً، وإصابة قرابة 7 آلاف شخص، واعتقال 15 ألفاً و700، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
سياسة الاستيطان مستمرة
وفي سياق متصل، أعلن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش اليوم الأحد، أن المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) وافق على اقتراحه بفصل 13 مستوطنة في الضفة الغربية، تمهيداً للاعتراف بها بوصفها مستوطنات مستقلة. وأوضح سموتريتش عبر منصة "إكس" أن هذه الخطوة تأتي في إطار تعزيز الاستيطان و"تطبيع" الوضع في المنطقة.
أما المستوطنات التي شملها الاقتراح فهي آلون، وحرشا، وكيريم ريعيم، ونيريا، ومغرون، وشفوت راحيل، وأفنات، وبروش هبكعاه، وليشم، ونوفي نحميا، وتل مناشيه، وإبي هاناحال، وغفعوت. وقال الوزير الإسرائيلي إن هذه المستوطنات كانت جزءاً من المستوطنات الأم، لكن فصلها سيتيح تطويرها بشكل مستقل وتحقيق "نمو" أكبر في المنطقة.
وأضاف سموتريتش أن هذه الخطوة جزء من سياسة أكبر تهدف إلى "فرض السيادة الإسرائيلية" على الأراضي الفلسطينية، وأنها تأتي بعد الموافقة على بناء عشرات الآلاف من الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربية.
من جانبها، استنكرت حركة حماس تصريحات سموتريتش، واعتبرت دعواته لتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية "محاولة يائسة لفرض وقائع جديدة على الأرض". ووصف المتحدث باسم الحركة الاستيطان بأنه "مشروع إحلالي عنصري" يهدف إلى تهجير الفلسطينيين وسرقة أراضيهم، مؤكداً أن هذه السياسات انتهاك صارخ للقوانين الدولية.
وأضافت حماس، في بيان، أن تصريحات سموتريتش تفضح الأهداف الحقيقية للاحتلال الإسرائيلي، التي تسعى لفرض "نظام فصل عنصري" في الأراضي الفلسطينية.
ووفق تقارير فلسطينية، فإن "عدد المستوطنين في الضفة بلغ نهاية 2024 نحو 770 ألفاً، موزعين على 180 مستوطنة و256 بؤرة استيطانية، منها 138 بؤرة تصنف على أنها رعوية وزراعية".
والمستوطنة هي التي تُقام بموافقة الحكومة الإسرائيلية، بينما البؤر الاستيطانية يقيمها مستوطنون دون موافقة من الحكومة.
وتعتبر الأمم المتحدة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانوني، وتحذر من أنه يقوض فرص معالجة الصراع وفق مبدأ حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية)، وتدعو منذ سنوات إلى وقفه دون جدوى.