وأعلن الجيش الهندي أن نظيره الباكستاني قصف بالمدفعية مناطق بالشطر الهندي من كشمير بعيد الضربات الصاروخية الهندية مساء أمس الثلاثاء، وجاء في بيان للجيش الهندي على منصة إكس أن "باكستان انتهكت مرة جديدة اتفاق وقف إطلاق النار بقصفها المدفعي لقطاعي بيمبر غالي وبونش راجوري" في الشطر الهندي من كشمير، مضيفاً أنه "رد بشكل مناسب ومدروس".
وقال المدير العام للعلاقات العامة بالجيش الباكستاني، أحمد شريف شودري، الثلاثاء، إن بلاده سترد على الهجمات الصاروخية الهندية في الوقت والمكان اللذين تختارهما. وأوضح تشودري أن الهجمات الهندية استهدفت مدينتي كوتلي ومظفر آباد في ولاية آزاد جامو وكشمير وبهاوالبور في ولاية البنجاب، وأن مسجداً تعرض للاستهداف أيضاً.
وأشار إلى أنه لم يجرِ استهداف أي منشأة عسكرية في الهجوم، مضيفاً أن "باكستان سترد على هذا الهجوم في الوقت والمكان اللذين تختارهما، ولن يمر هذا الاستفزاز دون رد". وأضاف تشودري أن "السعادة المؤقتة التي اكتسبتها الهند من خلال هذا الهجوم الجبان، سوف تتحول إلى حزن دائم".
من جانبه، قال المتحدث باسم الجيش الباكستاني إن "رده سيكون حازماً وشاملاً"، على الهجوم الصاروخي الهندي الذي استهدف مواقع في باكستان مساء الثلاثاء، مؤكداً مقتل 3 أشخاص على الأقل وإصابة 12 آخرين، قبل الإعلان عن ارتفاع الحصيلة، في حين نقلت رويترز عن مسؤول إقليمي باكستاني إعلان حالة الطوارئ في إقليم البنجاب.
باكستان تنفي ادعاءات الهند
في السياق، قال وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف إن الهند أطلقت صواريخ من مجالها الجوي، وأن "ادعاء الهند أنها استهدفت معسكرات للإرهابيين كاذب". وأفاد الوزير إن جميع الأهداف التي ضربتها الهند مناطق مدنية وليست معسكرات للمسلحين، مشيراً إلى أن الهند خسرت خمس طائرات.
ونقلت وكالة بلومبيرغ عن وزير الدفاع الباكستاني قوله: “أسَرْنا بعض الجنود الهنود وأسقطنا 5 طائرات هندية”، وأضاف: “سنتحدث بالتأكيد مع الهند إذا توقفت هذه الأعمال العدائية ولا نريد أن يتفاقم الوضع، ولكن إذا صدرت أي أعمال عدائية من جانب الهند فعلينا الرد”.
وأكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الباكستاني محمد إسحاق دار أنّ "عدوان الهند يشكل انتهاكاً صارخاً لسيادة باكستان". وفي منشور على حسابه بمنصة إكس، الأربعاء، أدان دار الهجمات الصاروخية التي شنتها الهند على بلاده، وقال: "باكستان تدين بشدة عدوان الهند الذي يشكل انتهاكاً صارخاً لسيادة باكستان وميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي".
وشدّد دار على أن "الهجوم يعرّض السلام الإقليمي للخطر"، وأن باكستان تحتفظ بحقها في الرد على الهجوم. وأكد أن إسلام آباد ستدافع عن سيادة البلاد ووحدة أراضيها بكل الوسائل.
في سياق متصل أكدت وزارة الخارجية الباكستانية، في بيان، أن الهند "انتهكت سيادة باكستان"، واعتبرت الهجوم "تصعيداً خطيراً" وأشار البيان إلى أن الهجمات استهدفت مدنيين، محذراً من أن "تصرفات الهند المتهورة قرّبت دولتين تمتلكان أسلحة نووية من صراع كبير".
وقالت مصادر أمنية باكستانية إن جيش البلاد أسقط طائرتين حربيتين تابعتين للهند رداً على الهجمات الصاروخية الهندية. ونقلت قناة "بي تي في نيوز" الرسمية الباكستانية عن المصادر، الأربعاء، أن عملية الرد على الهجمات الصاروخية الهندية أسفرت عن إسقاط طائرتين حربيتين هنديتين.
وأضافت: "جميع الطائرات التابعة للقوات الجوية الباكستانية في أمان، والقوات المسلحة الباكستانية ترد بالشكل المناسب على عدوان العدو”.
وحسب المصادر نفسها، استهدف الجيش الباكستاني مقراً لوحدة عسكرية هندية ضمن عملية الرد، دون الكشف عن موقع المقر. وأفادت المصادر بتدمير نقطة مراقبة هندية بصاروخ في منطقة "دودهنيال" القريبة من خط المراقبة بين باكستان والهند. وذكرت "قناة سما" التلفزيونية الباكستانية أن إسلام آباد أغلقت مجالها الجوي لمدة 48 ساعة وعلّقت جميع الرحلات الجوية الداخلية والدولية.
وفي وقت سابق، نقلت وكالة رويترز عن الشرطة أن قصفاً عنيفاً بين القوات الهندية والباكستانية وقع في 3 مواقع عبر الحدود في كشمير، كما نقل التلفزيون الباكستاني عن مسؤولين أمنيين أن القوات الجوية الباكستانية أسقطت مقاتلتين هنديتين وأخرى مسيّرة، فيما أكدت شركة سبايس جيت الهندية للطيران، إغلاق مطارات في أجزاء من شمال البلاد بسبب الوضع الراهن.
وأعلن الجيش الهندي إطلاق عملية عسكرية ضد "أهداف" في باكستان ومنطقة آزاد كشمير الخاضعة لسيطرتها. وذكر المكتب الإعلامي للجيش الهندي، في بيان الثلاثاء، أن العملية استهدفت 9 مناطق، مؤكداً أن "المنشآت العسكرية الباكستانية لم تُستهدف".
وتصاعد التوتر بين الهند وباكستان في 22 أبريل/نيسان الماضي، عقب إطلاق مسلحين النار على سائحين في منطقة باهالغام في القسم الذي تسيطر عليه الهند من إقليم جامو وكشمير، ما أسفر عن مقتل 26 شخصاً وإصابة آخرين. وقال مسؤولون هنود إن منفذي الهجوم "جاؤوا من باكستان"، فيما اتهمت إسلام آباد الجانب الهندي بممارسة حملة تضليل ضدها.
وقررت الهند تعليق العمل بـ"معاهدة مياه نهر السند" لتقسيم المياه، في أعقاب الهجوم، وطالبت دبلوماسيين باكستانيين في نيودلهي بمغادرة البلاد خلال أسبوع.، فيما نفت باكستان اتهامات الهند وقيّدت عدد الموظفين الدبلوماسيين الهنود في إسلام آباد، وأعلنت أنها ستعتبر أي تدخل في الأنهار خارج معاهدة مياه نهر السند "عملاً حربياً"، وعلّقت كل التجارة مع الهند وأغلقت مجالها الجوي أمامها.